تتفاعل أصداء تلك اللحظة المفعمة بالمحبة والتقدير وشموخ التواضع التي انبجست من المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموه يستقبل عاملاً بسيطاً لتوديعه، بعدما أمضى أكثر من أربعين عاماً في خدمة ديوان ولي العهد، وذلك في «برزته» التي يستقبل فيها عادة كبار الضيوف الزائرين للدولة من رؤساء ووزراء ومبعوثين، إلى جانب جموع المواطنين. لحظة وداعية حملت كل المعاني الجميلة للنبل والوفاء والتواضع والتقدير لكل من أحسن عمله، وأخلص في خدمته، ولخصت شهامة واهتمام قائد يحرص على تلمس أحوال كل من معه من العاملين، مهما كان موقعه ومكانه في الخدمة. كما لخصت معاني سامية لمن نهل من معين القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وتشّرب من مدرسته وقيمه في حسن التعايش والتسامح والتقدير والوفاء. وهي المعاني السامية التي أكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في تصريحه بالمناسبة، معرباً عن «اعتزاز دولة الإمارات بالإخوة والأصدقاء الذين أسهموا في مسيرة التنمية والبناء ونهضة الإمارات»، و«نكن لهم كل احترام وتقدير ومودة على ما قدموه وما زالوا من جهد وعمل دؤوب ومخلص». وقع تلك اللحظة المهيبة والمؤثرة تفوق أثر الأربعين عاماً التي قضاها العامل البسيط بانينكونهي محيي الدين في ديوان ولي العهد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يتبادل معه الأحاديث الودية، مثنياً على جهوده وإخلاصه في عمله، وحمله تحياته إلى أسرته في الهند، وأن «الإمارات ستبقى بلدهم الثاني الذي يرحب بهم على الدوام». هناك عشرات الآلاف من المقيمين من شتى الجنسيات والأعراق والمعتقدات يعملون منذ سنوات طويلة على أرض الدولة، أسرتهم طيب المعاملة المستمدة من تلك القيم السامية النابعة من تعاليم الدين الحنيف، ودفء التعامل الحضاري الذي يلقون في واحة آمنة مطمئنة من الاستقرار والتسامح وحسن التعايش، تصان فيها الحقوق، وتؤدى الواجبات، والجميع سواسية أمام القانون. صورة جميلة زاهية من ثمار ذلك النهج الحكيم والغرس الطيب لزايد الخير، وهي ممارسة يومية وأسلوب حياة في التعامل مع «شركائنا في التنمية»، كما يطلق على المقيمين بيننا. استقبال بوخالد للعامل محيي الدين رسالة وفاء للأوفياء والمخلصين في بلاد الوفاء حماها الله.