عام 2002 حققت آسيا أفضل نتيجة، في تاريخ مشاركاتها، في كؤوس العالم، عندما حلت كوريا الجنوبية رابعة، في أول مونديال يقام في القارة، وكان شراكة بين اليابان وكوريا الجنوبية طبعاً. المعجزة الآسيوية بدأت بالفوز على بولندا 2 - صفر، ثم التعادل مع الولايات المتحدة 1 -1، وبعدها الفوز على البرتغال بهدف، ثم الفوز على إيطاليا 2 - 1، في مباراة لا زلت أذكرها لليوم، وبعدها الفوز على إسبانيا، في الربع نهائي بركلات الجزاء الترجيحية، بعد التعادل سلبياً في الوقتين الأصلي والإضافي، إلى أن حدثت الخسارة الأولى أمام «الماكينات» الألمانية وبهدف يتيم، في الدور نصف النهائي، لتخسر بعدها مباراة المركز الثالث أمام تركيا 2 - 3. وفي هذا المونديال، لم تكن منتخبات آسيا لقمة سائغة، ولا أقل من نظيراتها الأفريقيات، فالسعودية هزمت مصر، وكوريا الجنوبية أخرجت ألمانيا، واليابان تأهلت إلى دور الـ 16 على حساب السنغال، وقدمت أجمل مباراة لها في كؤوس العالم، أمام أحد أفضل المنتخبات على الإطلاق، وهزت شباك البلجيكي كورتوا مرتين، وكادت أن تحقق المفاجأة الأكبر، بإخراج أحد المرشحين للقب، ولكن سوء تقديرات الحارس، وإصرار المدرب على عدم الانكفاء للدفاع، بعد تسجيل الهدفين، حتى في الدقيقة 94، وقبل 8 ثوانٍ على النهاية، كلها عوامل منحت الفوز للبلجيك، والخروج المشرف لليابانيين الذين انتزعوا إعجاب العالم، بكل شيء فعلوه، حتى وصفهم أحدهم بأنهم من كوكب آخر. أستراليا التي مثلت آسيا، وما زلت عند مطالبي السابقة، بإبعادها عن قارتنا، لأنها لا تشبهنا أبداً، قدمت هي الأخرى عروضاً قوية تؤهلها للانضمام لأوروبا والابتعاد عنا. لذلك وقبل تطبيق قصة الـ 48 منتخباً أقول، إن آسيا تستحق عدداً أكبر من المقاعد أو على الأقل تحويل النصف مقعد إلى مقعد بدلاً من الصراع مع منتخبات من قارات أخرى، مما يحدث في أفريقيا مثلاً. أنا لا أتحدث بالعواطف، وأعرف أن منتخبات، مثل السنغال وغانا وكوت ديفوار والمغرب وتونس ومصر وجنوب أفريقيا والجزائر وتوجو ونيجيريا والكاميرون، قد تكون عالية جداً، وفيها محترفون عالميون، ولكن الأرقام والمواجهات الآسيوية الأفريقية لا تقول كذلك إلى حد كبير.