بعدما سجل كافاني هدف أوروجواي الأول والمبكر، في شباك البرتغال، غردت عبر حسابي على «تويتر» تغريدة قصيرة تقول «هل يخرج ميسي ورونالدو من المونديال في يوم واحد؟» في كرة القدم كل شيء وارد، وهذا أحد أهم أسباب حلاوتها، ولكن في العقد الأخير وبشكل استثنائي وغير مسبوق في التاريخ، تنافس لاعبان فقط على لقب الأفضل، رغم وجود أسماء كثيرة وكبيرة مثل إبراهيموفيتش السويدي وإنييستا وتشافي الإسبانيين وريبري الفرنسي وروبن الهولندي وليفاندوفكسي البولندي وفالكاو الكولومبي وكافاني وسواريز من أوروجواي، وعشرات غيرهم كان يمكن أن يخترق أحدهم حائط الألقاب العالمية، ولكن «الفيفا» وأوروبا أعلنت أن اللقب لواحد منهما، ربما حتى يعتزل أحدهما أو يعتزلا سوياً. ويوم السبت الماضي خرج ميسي من كأس العالم مبكراً على يد الفرنسيين، فكانت الغصة الأكبر، لأنها آخر بطولاته العالمية، وبعدها بساعتين لعبت البرتغال مع أوروجواي، في مباراة تماثل في إثارتها، بل تزيد عن مباراة فرنسا والأرجنتين. إثارة لم نرها بهذا الكم أو الكيف أو القوة، مثلما رأيناها في أول مباراتين بطريقة خروج المغلوب. فمن شاهد أوروجواي أمام البرتغال، لا يقول إنها التي شاهدناها في الدور الأول، فقد شاهدنا منتخباً بشخصية البطل.. أول بطل لكؤوس العالم، ومن هزم البرازيل في المباراة النهائية على أرضها عام 1950. في هذه المباراة خفقت كل القلوب من برتغاليين وأوروجوانيين، وغيرهم من سكان العالم الذين يشجعون البارسا والريال وميسي ورنالدو، فأنا أعرف أشخاصاً يشجعون اللاعب فقط، ويشجعون أي ناد ينتقل إليه، وبالتالي محبتهم للاعب وليس لناديه. خفقت القلوب لأن البطولة بدون ألمانيا والأرجنتين والبرتغال، لن تكون بنفس الطعم لو بقوا فيها، وهذا ما حدث، فخلال ست ساعات خرج أفضل لاعبين في العالم من كأس العالم، وهي البطولة الوحيدة التي استعصت على كليهما، وكان خروج رونالدو عزاءً مخففاً لمحبي ميسي الذين غضبوا من ميل المقارنات بين اللاعبين خلال البطولة بشكل كبير لمصلحة رونالدو الذي سجل أربعة أهداف، ثم توقف رصيده عندها، وخرج من الباب الضيق، ليترك لقب العالم ولقب الهداف للاعب غيره.