ارتاحت معظم الجماهير التي تريد الاستمتاع بكرة القدم في المونديال، بعد خروج الأرجنتين والبرتغال توالياً، في افتتاح دور الـ 16.. حالة الارتياح هذه ليس بسبب بغضهم لهذا المنتخب أو ذاك، ولكن كي تغلق الأفواه على المقارنات بين ميسي ورونالدو.. ونختم على هذا الجدل الذي لا ينتهي على الأقل في الحدث الأكبر! تشبعنا من أرقام كم عدد تمريرات ميسي، وكيف سدد كريستيانو، وكم مرة سجل الأرجنتيني، وكيف سجل البرتغالي، وكأن كل كأس العالم قد اختزل بين هذين اللاعبين فقط! خرجت الأرجنتين، وغادرت البرتغال، وغادروا معهم كل المتعصبين وكل المقارنين وكل أصحاب الأرقام الهلامية، لتبقى البطولة بين المنتخبات الأخرى، وتعود كرة القدم من جديد إلى جماعيتها كما نعرفها، وليس كما أراد تحويلها بعض المتنططين على الآنف ذكرهما في بداية المقال! والحمد لله لم يتبق أحد، كي نقارنه بلاعب آخر.. فلا نيمار ينافس مودريتش، ولا هازارد ينافس هاري كين، ولا دي خيا يهمه كم هدفاً سيدخل مرمى كورتوا.. الكل سينشغل بنفسه وبمنتخب بلاده وبتحقيق أهدافه والحصول على بطاقة الصعود إلى الأدوار العليا، وهذا ما تعودنا عليه طيلة حياتنا، قبل بروز المتعصبين لميسي ورونالدو على السطح! في السابق كان يلعب باجيو وريفالدو رونالدو الظاهرة وباتيستوتا ولويس فيجو وبيكهام، وقبلهم لعب كرويف وبلاتيني وقائمة طويلة من الأسماء من الصعب حصرها هنا، ولم نشهد هذه الحالة في البحث عن الأرقام والإحصائيات والأدوار والتأثير، مثلما يحدث اليوم بين هذين اللاعبين، ميسي خرافي وكريستيانو رونالدو أيضاً.. ولكن هل تتخيل أن بعض المتعصبين يَرَوْن غير ذلك، نكاية وتعصباً وتزمتاً في البغض والمبالغة في المنافسة! ووصلت الحالة من المبالغة لأن يكتب أحد الصحفيين في الأرجنتين أن سبب الحالة النفسية السيئة التي عاشها ميسي في مباراة آيسلندا، والتي فقد من خلالها تركيزه، كان بسبب «هاتريك» كريستيانو رونالدو في مباراة منتخب بلاده ضد إسبانيا، وعبرت هذه الجملة عن حقيقة حالة البلاهة التي يعيشها هؤلاء بسبب هوجة المقارنات هذه! تابعوها واستمتعوا وعيشوا كل تناقضات المشاعر بين الزعل والفرح وبين الفوز والخسارة وبين كل ما يمكن أن تعطيك إياه كرة القدم وعش المونديال بمتعة اللعبة التي تحبها! كلمة أخيرة خوفي أن ندخل في مقارنة جديدة.. أيهما اختار فندقاً أفخم في فترة الإجازة!