وجد الوكيل أول سالم البدواوي من منفذ حتا البري نفسه، فجأة تحت الأضواء، إثر لفتة إنسانية حضارية قام بها نحو أسرة سورية كانت في طريقها لمسقط، براً لقضاء عطلة أول أيام عيد الفطر المبارك، وحرصاً منه على ألا يفسد عطل سيارتهم فرحتهم بالمناسبة السعيدة، وضع تحت تصرفهم سيارته الخاصة، وساعدهم لإصلاح مركبتهم عقب عودتهم. لم تكن قصته لتعرف النور لولا اتصال رب الأسرة ببرنامج البث المباشر للزميل راشد الخرجي «أبو عمر» من إذاعة وتلفزيون دبي لشكره. قال البدواوي عن تصرفه النبيل، إنه لم يقم سوى بما أملاه عليه ضميره وواجبه والمستمد من «عوايدنا» الأصيلة التي تربى عليها أبناء الإمارات، ويحث عليها ديننا الحنيف، وقيم الكرم والطيب والشهامة غرس المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقيادتنا الرشيدة. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد أمر بترقية البدواوي لرتبة وكيل أول تقديراً لشهامته، وغرد سموه قائلاً « سالم البدواوي..موظف حكومي ومواطن إماراتي ورجل يحمل معاني الشهامة الإماراتية». التحية كذلك للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب لحرصها على حسن اختيار كوادر تمثل الإمارات خير تمثيل في واجهات ومنافذ البلاد الجوية، والبرية، والبحرية مع وجود شبان وشابات من منسوبي الإدارة على استعداد ليذهبوا بعيداً، وضمن روح القانون لأجل أن يسعدوا المتعاملين معهم، وليس الاكتفاء بخدمتهم على أكمل وجه. أتذكر حرص اللواء محمد أحمد المري مدير الإدارة بدبي على إرسال باقة ورد، تقديراً لملاحظة وردت هنا عنها، مع إجراء فوري لصون الصورة الزاهية لأداء رجال غيورين على اسم الإمارات. قبل ذلك كتبت عن تصرف نبيل لمأموري الجوازات في مطار أبوظبي الدولي مع مسن سوداني وصل البلاد ولم يجد أبناءه في استقباله لاعتقادهم بأنه سيصل في رحلة تالية وفقد أرقام هواتفهم، فما كان من أولئك الشباب «المرحبانيين» إلا إدخال المسن المرهق لاستراحة المطار لينال قسطاً من الراحة، وفي تلك الأثناء اتصلوا بأسرته في إحدى المدن النائية، هناك ليحصلوا على أرقام أبنائه لإبلاغهم بوصول والده الذي غادر المكان، ولسانه يلهج بالدعاء لأولئك الشباب والثناء على لطف تعاملهم معه. ولا نقول غير بارك الله في سالم البدواوي وكثر من أمثاله.