يخسر العين مباراتين في غضون أيام قليلة، ومن أجل امتصاص غضب الجمهور، لابد من شخص «يشيل الليلة»، شخص لديه شجاعة وقوة ومبدأ، يخرج للناس ليقول أنا المخطئ، ولكن من هو يا ترى؟ هل هو الذي أتى بالعاجي بولي ووقع معه وألبسه قميص الفريق قبل أن «يتفركش» التعاقد في ظروف غامضة، أم هو الذي قام بالتخلص من دوجلاس والتعاقد مع الشمراني؟. لم ينتظر الناس طويلاً، فقد ظهر زلاتكو ليعلن استقالته على الملأ، وبأدب جم وبلغة لم نعتدها من المدربين، قال: «لا أريد أن أكون مشكلة لأحد»، لم يكابر ولكنه بادر، لم ينتظر إقالته ليحصل على شرطه الجزائي، سبق أن قال لجماهير العين «إذا كنتم تريدون مني أن أرحل سأغادر على الفور»، ظن البعض أنه كلام لاستدرار العواطف، ولكنه لم يكن يكذب، جاء بهدوء، وعاش خلوقاً وغادر بحب، فكان رحيله أشبه ما يكون بنهاية رجل محترم. زلاتكو له مؤيدون يتحدثون بلغة الأرقام، وله أيضاً معارضون، واليوم تأكدت أن المشكلة في زلاتكو وليست فينا، فقد كان وديعاً للغاية، لا يجيد فن الضغط، كانت طلباته خجولة، لم يطلب من الإدارة أن تفتح له خزائن الأموال، يغرف منها كما يشاء، لم يطلب التعاقد مع لاعبين ليركنهم ويتعاقد مع آخرين، لم يفعل كما تعودنا أن يفعل غيره من المدربين. المشكلة فيك يا زلاتكو، فأنت لا تجيد المكر والخداع، ولست بارعاً في المساومة ولي الذراع، لم تخرج عن النص يوماً، وأخلاقك العالية تزعج البعض، لا بد أن ترحل، وتترك لهم الجمل بما حمل، نحن لا نحب هذه النوعية من المدربين، لا بد أنك أخطأت الحسابات، أمثالك لا يستمرون طويلاً في ملاعبنا، نحن نحب الذين يتلاعبون بنا. هل يعقل أن تعيش في مسابقاتنا 3 سنوات، ومع ذلك لم تعلق أخطاءك على شماعة اللاعبين، ولم تدخل يوماً في مناوشات مع غيرك من المدربين، ولا تتهجم على الفرق والمسؤولين والحكام، كما لم تدخل في حروب مع وسائل الإعلام، لماذا تبقى؟ أنت تخالف قواعد اللعبة لدينا، أنت لم تتقيد بعاداتنا وتقاليدنا، تحملت ما لا يستطيع غيرك أن يتحمله، وكلنا يعلم أنك لست وحدك المشكلة، وفي الوقت الذي اختار فيه الجميع الهرب والتنصل من المسؤولية، تصدرت المشهد واخترت أن تكون أنت المسؤول، وصدق البعض أنك الجاني الأول، والحقيقة أنك في الوقت نفسه لست سوى ضحية.