قبل كأس العالم كان السؤال التقليدي عند أي نقاش حول البطولة، من ترشح للفوز باللقب؟ الجواب «ألمانيا»، وإذا كنت لا تعرف شيئاً عن كرة القدم راهن على ألمانيا دائماً، يوماً ما قال النجم الانجليزي جاري لينكر: «أن كرة القدم هي عبارة عن 22 لاعباً يتنافسون على الكرة طوال 90 دقيقة، وفي النهاية يفوز الألمان». من وجهة نظري أن أعظم أمة في تاريخ كرة القدم ليست البرازيل رغم أنها أكثر من حقق لقب كأس العالم، كما أنها ليست إيطاليا التي حازت على اللقب 4 مرات، ولكنهم الألمان، أبطال العالم 4 مرات، ففي كرة القدم الجميع يحضرون ويغيبون إلا ألمانيا، مرشح دائم، منافس أزلي، وحضور متواصل في المنافسات الكبيرة، هكذا هم الألمان، شمس لا تغرب على مر الزمان. في المونديال الحالي خابت توقعاتي وتوقعات الكثيرين الذين راهنوا على «المانشافت»، وعلى الرغم من النتائج السلبية التي تحققت في المباريات الودية قبل البطولة، إلا أننا لم تعود أن نحكم على الوديات، كما أن الفريق حامل اللقب وبطل كأس القارات العام الماضي وحققها بالصف الثاني، والمدرب الألماني لوف الذي أمضى 14 عاماً مع الفريق، وهو الأكثر خبرة ومعرفة بلاعبيه. خرج الألمان من الدور الأول، وفي مشهد لم يحدث من 80 عاماً، وكأن هذا ليس كافياً بل تذيل الفريق مجموعته، وفي مشاركة كاملة من 3 مباريات لم يكن الفريق الألماني فائزاً طوال هذه المباريات سوى لمدة دقيقتين و26 ثانية في الوقت الضائع من مباراة ألمانيا والسويد. نظرياً كانت المجموعة سهلة للغاية، ومن الجنون التفكير أن هناك مرشحاً آخر لصدارة المجموعة بين الفرق الثلاثة الأخرى، ولكن كانت الخسارة أمام المكسيك كافية لإيقاظ المارد النائم، وبعد فوز متعسر ومتأخر على السويد عاد المارد لينام من جديد، كانوا يعتقدون أن الفوز على كوريا مسألة وقت، لم يتحلوا بالجدية الكافية، فكانت الصدمة والخسارة القاسية. بعد الفوز على البرازيل بسباعية في نصف نهائي المونديال قبل 4 سنوات كان مانشيت غلاف مجلة «البيلد» الألمانية عبارة عن كلمتين: «من دون كلمات» وأمس الأول وبعد صدمة الخروج الألماني عادت نفس المجلة لتخرج بنفس المانشيت على غلافها، فكم هذا المانشيت مؤثر ومعبر، وكما أنه لم توجد كلمات قبل 4 سنوات لتعبر عن مشاعر المجد والفرح وروعة الانتصار، اليوم لا توجد كلمات لتصف مشاعر الإحباط والخزي والعار.