في اللحظة نفسها كنت أتابع مباراتي الأرجنتين ونيجيريا من جهة، وكرواتيا وآيسلندا من جهة أخرى، ولا أنكر أنني كنت مركزاً أكثر على الأرجنتين التي كانت في خطر كبير جداً بتوديعها المونديال من الدور الأول. المشكلة والمفارقة أنه قبل النهاية بأقل من ربع ساعة، حدث لمستي يد في كلتا المباراتين، واللمستان جدليتان لا شك، ولكن حكم مباراة كرواتيا آيسلندا، وهو الإسباني أنطونيو ميجيل احتسب ضربة جزاء على الكروات، ترجمها سيجوردسون إلى هدف التعادل، بينما ذهب حكم مباراة الأرجنتين، وهو التركي كونيت شاكير إلى الفيديو، ورغم وضوح اللمسة وتشابهها الكبير مع لمسة كرواتيا، إلا أنه رفض احتسابها، ولو فعل لخرجت الأرجنتين من كأس العالم بلا نقاش، ولكن الأرجنتين سجلت هدف الفوز في الدقيقة 86، وخرجت نيجيريا مرفوعة الرأس مكسورة الخاطر، بسبب صافرة حكم لم تنطلق. المشكلة الأكبر والأوضح كانت في مباراة المغرب والبرتغال، فعندما طالب المغاربة بضربة جزاء، لم يكلف الحكم نفسه عناء الذهاب للفيديو «والمفترض أن الفيديو للحالات الجدلية»، ولكن يبدو أن كلمة جدلية يقررها الحكام بمزاجهم، وحسب قوة المنتخب الذي يطلبها، وربما حسب ما تقتضيه الأمور، لأن هدف إسبانيا الملغى على المغرب تم اللجوء إلى الفيديو وتثبيته، وهي واحدة من حالات كثيرة بقيت جدلية، رغم اللجوء إلى الفيديو، فنحن رأينا أن ضربة الجزاء التي لم تحتسب لنيجيريا، هي بالفعل ضربة جزاء، قياساً لمثيلاتها التي احتسبها الحكام، ولكن التركي قرر غير ذلك، ويبقى بالتالي الحكم هو صاحب القرار الأول والأخير حتى لو قال الفيديو غير ذلك. ولذلك أطالب شخصياً باستبعاد قصة الفيديو نهائياً، والإبقاء على جماليات كرة القدم بأخطائها ومشاكلها التي ساهمت في جمالياتها وشعبيتها، خاصة أنها لعبة الفقراء الذين لا يستطيعون تدبير كاميرا خاصة للفيديو، ولا حتى ملاعب بكاميرات أساساً. ربما تكون صافرة الحكم التركي التي لم تنطلق قد أسعدت عشاق الأرجنتين وميسي تحديداً، ولكنها ظلمت ملايين النيجيريين، ومشجعي أفريقيا الذين فقدوا أحد أفضل منتخباتهم في البطولة. ربما وأقول ربما، إن للمنتخبات الكبيرة حظوة لدى الحكام خاصة بنجومها الأغلى في العالم، ولهذا فمراعاتهم قد تكون لديهم واردة ولا أقول واجبة.