سجل منتخب مصر أسوأ عودة إلى أجواء المونديال، بعد 28 عاماً على رصيف الانتظار، وجاءت العودة حافلة بكل ألوان الفشل والحسرة وخيبة الأمل والفضيحة، حيث ودع البطولة خالي الوفاض، ثلاث هزائم في 3 مباريات، حتى أنه عندما حان موعد مباراته مع الشقيق السعودي، خسر في آخر ثانية، ليبقى الرصيد المصري في تاريخ مشاركاته في كأس العالم خالياً من أي فوز، وودع البطولة الحالية متذيلاً فرق المجموعة، وهو الذي وعد جماهيره بالتأهل إلى الدور الثاني! ومثلما دخلت خسارة مصر أمام السعودية 1 - 5 في بطولة القارات بالمكسيك عام 1999، فإن خسارة مصر أمام السعودية في المونديال الروسي من شأنها أن تفجر براكين الغضب في الكرة المصرية! ولم يكسب المصريون في تلك البطولة سوى تسجيل هدفين عن طريق محمد صلاح، فضلاً عن دخول حارسه عصام الحضري التاريخ، باعتباره أكبر لاعب في تاريخ كأس العالم، ويكفي أنه خاض المباراة وعمره 45 عاماً و161 يوماً، ومع ذلك تمكن من التصدي ببراعة لركلة جزاء فهد المولد، ناهيك عن إنقاذ مرماه من فرص سعودية عدة مؤكدة. شكلت الدقيقة 95 من مباراة ألمانيا والسويد لحظة لا تنسى في المونديال الروسي، بعد أن تمكن كروس من تسجيل هدف ولا أغلى، كان بمثابة «قبلة الحياة» لـ «المانشافت» بطل العالم، وجاء الفوز الأول، رغم أن الفريق أكمل المباراة بعشرة لاعبين، ولو واصل الألمان مشوارهم نحو الاحتفاظ باللقب، فإن تلك الدقيقة المثيرة ستكون نقطة انطلاق نحو تحقيق هدف الألمان الذين تعثروا في البداية بالخسارة أمام المكسيك، ولأن «الكبار» يمرضون ولا يموتون، كانت انتفاضة اللحظة الأخيرة أمام السويد التي صححت كثيراً من الأوضاع، ولا أتصور أن يفوّت الألمان الفرصة دون أن يتأهلوا إلى الدور الثاني. ××× حفلة الأهداف الإنجليزية في مرمى بنما، أثبتت أنه شتان الفارق الفني بين منتخبات الخبرة، والأسماك الصغيرة التي غرقت في بحر المونديال، ولم تكسب من البطولة سوى الاستمتاع بالمعالم السياحية في موسكو وضواحيها، وغادرت مبكراً لتخلي الساحة للمنتخبات القادرة على تقديم المتعة الحقيقية للمتابعين في شتى أنحاء العالم، أما الآخرون، فليس أمامهم سوى متابعة البطولة من المدرجات أو من خلف شاشات التلفاز! وقدمت مباراة بنما «الملك كين» في أبهى صوره، بتسجيله ثاني هاتريك بالبطولة، بعد كريستيانو رونالدو، فارتفع رصيد هاري كين إلى خمسة أهداف متصدراً بها قائمة الهدافين، ولم يعد يفصله عن خاميس رودريجيز الكولومبي هداف مونديال 2014 سوى هدف واحد، على الرغم من أننا ما زلنا على بعد خطوة من نهاية الدور الأول.