قبل البدء كانت الفكرة: من يرى الصائمين بعد إفطارهم في صلاة التراويح، يشعر بمأساة الإكثار من الأكل، تجد العيون ناعسة من ثقل النوم، وبالكاد يستطيع الواحد منهم أن يتنفس، فالأوكسجين قليل، لذا يكثر التثاؤب، والإمام يتجشأ في الميكرفون، وثمة حريق وصاهر في فم المعدة من «التخبيص»، وكم هو صعب الركوع والسجود ساعتها، رمضان جميل بالاعتدال، والاغتسال من كل شيء! خبروا الزمان فقالوا: - «الخلاف الطويل يعني أن كلا الطرفين على خطأ». فولتير - «البيوت السعيدة، لا صوت لها». مثل صيني - «أكثر الأمور التي تجعل الإنسان تعباً، منهكاً، وقوفه في مكانه». - «خذ من بيت الغني جواداً، ومن بيت الفقير زوجة». تبصرة لأولي الألباب: كانت الكعبة تسمى «بيت الله» ومكة «ذات الإله»، وانقسمت العرب في طريقة عبادتها ونسكها إلى ثلاث فئات: «الحمس»: أو «أهل الله» من قريش وخزاعة، ومن نزل مكة من القبائل، كانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها، ولا ينزلون بعرفات، ولا يأكلون لحماً في حجهم، ولا يلبسون إلا جديد الثوب، ويطوفون بكافة حللهم وأحذيتهم، ولا يمسونها بأقدامهم تعظيماً وإكراماً، و«الحلة»: من تميم وقضاعة وبني عامر وأسد وطيء وغيرهم، لا يغيرون ما حرموا به من الثياب، يطوفون البيت عُراة، إذا لم يجدوا ثياباً تكترى من أهل الحمس للطواف، ولا يدخلون باب دار، ولا يأويهم ظل، ويتصدقون بثياب الإحرام بعد انتهاء نسكهم، ويأكلون اللحم، «الطلس»: هم سائر أهل اليمن، كانوا وسط بين الحمس والحلة، يطوفون بثياب جدد، لا عراة، ويدخلون البيوت من أبوابها، ولا يئدون البنات، ويأكلون اللحم. تقاسيم بالفصحى والعامية: الشُبّاك والنافذة مسمى لشيء واحد، لكنهما مختلفان من حيث المعنى، رغم أن الناس لا تفرّق بينهما، فالشُبّاك هو المسور بشبك خشبي أو حديدي، فيحجب الرؤية عمن في الداخل، والنافذة التي ينفذ منها البصر من الداخل والخارج. المشوار يقصد به المرواح، وهو فصيح وليس بالعامي كما يعتقد، وأصله، من شارت الدابة إذا ركبها المشتري عند عرض بيعها، فيجربها في إقبالها وإدبارها، «المشْوَرة» ليرى قوتها وقدرتها، والمكان التي تعرض فيه يسمى مشوار، وتشور وشرت الدابة شوراً، عرضت للبيع. من محفوظات الصدور: من قصائد الشاعر سعيد بن عتيق الهاملي فزّيت فَزّة غافي لي في نومه دَهَمْ صاب القلب اختلافي أمر ما ينكتمْ سرت انشد العرّافي عن موفين الذممْ **** إذا رضي الصديق عن الصديق يموت الواش في ميراه طامي أخاف من الرواة السامعينا وقول الناس شان الله فلاني **** «الماجدي بن ظاهر» أمسى غثيث ارقادي يوم اهيَعت لعيون ساهر وطل النادي حرك عليّ شجون بتثيبني لايوادي لو انا عليّ ديون غير شعرة لفوادي كل الأمور تهون «عوشة الشاعر»