طرحت بالأمس وجهة نظر شخصية تعبر عني وأراها من منظوري الخاص، ولم أطلب من الناس التصديق عليها ولا يزعجني إن خالفوني الرأي فيها، ولكن كل ما كنت أتمناه أن يتم احترامها كما أحترم كل الآراء التي قد لا تتوافق مع قناعاتي، لأنني مؤمن بمقولة الشافعي وهي: “رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”. بالأمس قلت إن إسماعيل مطر هو أفضل لاعب أنجبته الإمارات خلال السنوات العشر الأخيرة، ولم أتوقع أن تثير هذه الجزئية كل ذلك الجدل، فلقد أثنت جماهير الوحدة وباركت هذا الاختيار، ولكن الغلو كان موجوداً لدى البعض، فقال لي أحدهم ليس في آخر 10 سنوات، بل إنه أفضل لاعب في تاريخ الإمارات. أحد مشجعي الأهلي قال لي: وماذا عن أحمد خليل وهل يمكن أن ننسى ما فعله في السنوات الأخيرة رغم سنه الصغيرة؟، أما أحد مشجعي العين فقال إن هلال سعيد هو الأبرز وله دوره البارز في إنجازات العين إضافة إلى كأس الخليج، وقال آخر بل هو سبيت خاطر وآخر قال إنه ماجد ناصر، حتى ظننت لوهلة أن المعيار الأول لهؤلاء هو اسم النادي الذي يلعب له، وبعدها ليس من المهم أن يكون اللاعب. إذن ها هو التعصب المقيت يتسلل إلى مدرجاتنا ومجالسنا وأحاديثنا خلسة، قد لا نلحظه بالعين المجردة، ولكنه هكذا يبدأ صغيراً ويكبر ويتضخم حتى يصل إلى مرحلة يكون فيها خارجاً عن نطاق السيطرة، وعندها لن نلوم إلا أنفسنا فنحن من سمحنا له بالدخول إلى بيوتنا، وفتحنا له قلوبنا وألقينا إليه آذاننا، ومع مرور الوقت أصبح جزءاً منا، يسكن في شراييننا ويجري في دمائنا. هم بيننا من يسعون إلى استيراد ثقافة التعصب الكريهة التي نشاهدها في بلدان مجاورة ونكره أن تصل الأمور لدينا إلى ذلك المستوى، وهؤلاء يحاولون إيهام الناس أنهم الأكثر ولاءً وحرصاً على مصلحة النادي، وأن المشجع الحقيقي يجب أن يحذو حذوهم ويسير على نهجهم، وسياساتهم تقوم على السباب والتنابز بالألقاب. هؤلاء الذين فتحت لهم القنوات الرياضية لدينا منابر ليبثوا من خلالها سمومهم، ويخدموا من خلالها أغراضهم الخاصة في برامج سطحية أعجز عن إيجاد فائدة واحدة تبرر استمراريتها، فهي ليست سوى مسرحيات هزلية على الهواء، أبطالها الرئيسيون هم جمهور من البسطاء؛ تدخل إلى كل البيوت وتصل إلى كل شرائح المجتمع من الكبار والصغار والنساء. مسك الختام: قمة التعصب.. أن تشتري حب النادي على حساب المنتخب. Rashed.alzaabi@admedia.ae