نعم فاز منتخبنا على منتخب لبنان، نعم هو فوز جاء بعد فوات الأوان، نعم كان بالإمكان أفضل مما كان، ولكن هل تتوقف الحياة وهل نستمر في جلد الذات؟ لا ولكن نبدأ من جديد ولنعمل على تصحيح الأخطاء، وليتواصل العطاء ولتستمر مرحلة البناء، وليكن ما تعرضنا له في هذه التصفيات درساً لنا في المستقبل، وإذا كان حلمنا قد تبخر الآن وتأجل لمدة أربعة أعوام، يجب ألا تموت الأحلام. لن نكرر تلك الأسطوانة المشروخة، عندما كانوا يقولون لنا إن منتخبنا قد ودع التصفيات بشكل مشرف فلا بد أن تتغير نظرتنا للأمور ولا بد أن تختلف، ولكن دعونا نقول إن كرة القدم فوز وخسارة، والبكاء على اللبن المسكوب لا يغير من الواقع شيئاً، فلن يعيد ما قد ضاع ولكن لننسى ما مضى ولنتطلع إلى الأمام، ولا يجب أن تموت الأحلام. وقعنا في الكثير من الأخطاء بعضها يخفى علينا وبعضها ظاهر، ولا نلقي اللوم على طرف ونرفعه عن الآخر، وكان التقصير موزعاً على جهات عدة والجميع كان يتحمل المسؤولية، من اتحاد وأجهزة فنية وإدارية ومن أندية ومن لاعبين، ومن وسائل الإعلام، ولكن سوف تستمر المسيرة ويجب ألا تموت الأحلام. لننسى الماضي بكل ما حمل ولنبدأ في التخطيط للمستقبل، دعونا نأمل أن القادم أفضل، ولنواصل العمل، حتى تعود راية الإمارات ترفرف في كل البطولات، وهذه هي كرة القدم تضحك لك يوماً وتبكيك في الكثير من الأيام؛ ولذلك يجب ألا تموت الأحلام. كرة القدم التي ابتسمت لنا في تصفيات كأس العالم 1990 عندما خدمنا أنفسنا وخدمتنا الظروف، وهي التي أسعدتنا في كأس الخليج 2007 عندما انطلقت الاحتفالات وخرجت المسيرات، احتفالاً باللقب الذي تحقق للمرة الأولى في تاريخ كرة الإمارات، سقى الله تلك الأيام، ولكن يجب ألا تموت الأحلام. قد تكون الفرصة شبه معدومة بالنسبة لعدد ليس بقليل من الجيل الحالي للوجود في أهم حدث كروي في الكون، هناك في كأس العالم، ولكن الأمل كل الأمل في منتخب الأمل ونجوم الأولمبي أو جيل المستقبل، الذين سيتسلمون الراية من الحرس القديم والذين يقاتلون حالياً من أجل الوصول إلى لندن وسننتظرهم غداً، وإلى أراضٍ لم تطأها أقدامنا من قبل، وسنكون كلنا معهم فحلمنا هو حلمهم، ومهما قست علينا الأيام لن تتوقف جماهيرنا عن التلويح بالأعلام ولن نكسر الأقلام بل سنشعل الشموع ولن نلعن الظلام، فلا يمكن أن تتوقف الحياة أو تموت الأحلام. Rashed.alzaabi@admedia.ae