العقوبة هي إجراء الغرض منه الإصلاح والردع وضمان عدم تكرار الوقوع في الخطأ، ولهذا عندما يخطئ اللاعب أو المدرب أو الإداري يوجد هناك شخص قادر على المعاقبة بشكل مباشر وهو الحكم، كما توجد لجنة انضباط قادرة على تغليظ هذه العقوبة إذا لم تكن كافية، ولديها السلطة لإصدار العقوبات على جماهير الأندية لتمنعها من الذهاب إلى الملعب لمؤازرة أنديتها، ولديها الصلاحية في اتخاذ أي عقوبة ضد أي عنصر من عناصر اللعبة. عندما يخطئ اللاعب أو المدرب أو الإداري أو حتى الجمهور، فإن محيط الخطأ لا يتضرر منه سوى فئة محدودة، ولكن ماذا عن الجهات المسؤولة التي تتسبب بأخطائها في إفساد مسابقات بأكملها، وإحباط جهود أندية تنفق الملايين في كل موسم، وإجهاض مشروع منافسة لفرقنا في البطولات الخارجية. ماذا عن الفشل الذريع الذي وقع فيه المسؤولون عن برمجة مسابقات الموسم، والذي أدى إلى المأزق الصعب الذي نعيشه حالياً وتشكيل لجان واجتماعات طارئة ستصدر عنها توصيات لا يمكن أن تكون مثالية تماماً، وستكون مهمتها ترميم بناء قائم ولكنه متداع، وعلاج مؤقت قد لا يكون ناجحاً ولكن سيقولون ليس باليد حيلة، وغاية وجدت حتى تبرر الوسيلة. ماذا عن فشل لجنة الانضباط في قضية مباراة الوحدة والنصر في كأس المحترفين، والتي حكمت اللجنة بنقاطها للنصر، وعندما استأنف الوحدة قضت لجنة الاستئناف ببطلان القرار وإعادته للانضباط، لتعود لجنة الانضباط عن قرارها السابق وتمنح النقاط هذه المرة للوحدة، ولا ندري لماذا اختلف الحكم عند اتخاذ القرارين، فهل تبدلت معطيات القضية أم تغيرت القوانين؟. وماذا لو لم يخاطب ناديا الشباب والعين اتحاد الكرة من أجل مراجعة المواعيد؟، وخاضا مبارياتهما بشكل مضغوط وفشلا لا قدر الله في مهمتهما الخارجية، هل سيخرج علينا أحد المسؤولين في اتحاد الكرة ليتهم أنديتنا بأنها هي التي تسببت في تراجعنا في تقييم الاتحاد الآسيوي؟، وماذا لو لم يستأنف الوحدة قرار الانضباط؟ هل كان الفريق سيتأهل إلى الدور نصف النهائي لبطولة كأس اتصالات؟، وإذا لم تكن هذه أخطاء كارثية ولا تندرج تحت تصنيف الفشل، ماذا يمكن أن نطلق عليها إذن؟. هل سنستمع يوماً إلى قرار بمعاقبة أو إيقاف مسؤول تم ضبطه متلبساً بتهمة “الفشل”؟ أم أن هذا لن يحدث ولن يحصل، فعندما يتم عقاب النادي والجمهور واللاعب والمدرب والإداري من يتبقى؟، لا أحد سوى الاتحاد والشخص المسؤول ولكن غني عن القول “اللي في يده القلم، ما يكتب على نفسه الشقا”. Rashed.alzaabi@admedia.ae