قد أتفهم ما يحدث من قبل الجماهير الإسبانية، حيث تتمنى جماهير برشلونة سقوط ريال مدريد وخروجه من دوري أبطال أوربا، والعكس صحيح، فهناك فائدة مباشرة لكل منهما وهي التخلص من منافس قوي ومحتمل، أما الفائدة الأخرى فهي السباق والتنافس المحموم بين الفريقين ليس على الصعيد الإسباني وحسب، ولكن أيضاً على الصعيد القاري، وربما يعتبر الأمر مقبولاً نوعاً ما في إسبانيا التي حصدت أنديتها 17 لقباً أوربياً، فهناك رصيد والمستقبل ينبئ بالمزيد. كما أتفهم أن تتمنى جماهير ميلان العثرة لليوفي في نهائي دوري الأبطال، وأن تسعد جماهير الإنتر بخروج الميلان من البطولة الأوروبية، وأن تفرح جماهير لاتسيو بخيبة أمل جارها اللدود روما، فإيطاليا لديها كم هائل من هذه الألقاب، لن يقلل منه خروج هذه الفرق خالية الوفاض، فقد حصلت الأندية الإيطالية على اللقب الأوروبي 12 مرة، ولديها في هذه البطولة سجل وتاريخ عتيد، باختصار «لديها رصيد». وكذلك الحال في إنجلترا وألمانيا، وعربياً قد يحدث هذا بين جماهير الأهلي والزمالك وفي رصيدهما 13 لقباً لدوري أبطال أفريقيا، وقد يحدث في كوريا التي حققت أنديتها دوري أبطال آسيا 11 مرة، ولكن الذي لا أفهمه ولا أستوعبه أن يحدث هذا في مكان ما، بين جماهير فرق مجموع ما حققته من ألقاب قارية لا يتجاوز لقب واحد، وتحقق منذ 15 عاماً، علماً بأن ما يقارب نصف هذه الفرق تحمل صفة «العالمية»، لمجرد أنها شاركت في كأس العالم للأندية. هذه الفئة من الجماهير لم تتعلم من متابعة كبرى الدوريات الأوروبية، سوى فن السخرية بين جماهير الأندية هناك، وليتها تعلمت منها المعنى الحقيقي لكيفية التشجيع، فتؤازر وتساند وتحضر، وتتفاعل وتحاسب إداراتها لتؤثر، فالانتماء الطبيعي للمشجع يكون على المدرجات وليس على ساحات «تويتر». ما زلنا بعيدين عن الآخرين، سبقونا كروياً بمراحل ومسافات شاسعة، علماً بأننا ننفق أكثر منهم بأضعاف، نتعاقد مع أفضل المدربين واللاعبين الأجانب، والأهم من هذا أنهم لا يتفوقون علينا بالكثير فنياً، ولكنهم يجيدون إدارة اللعبة أفضل منا، ولا توجد لديهم عقليات إدارية مهما مدت بالبصر وتطلعت أمامها، لا يتجاوز هذا موضع أقدامها، فتحجم عن المصاعب وتبحث عن الخيارات السهلة، وترفع شعار «يا مدور الكايد ترى الهين أحلى»، ويتم هذا بقبول من لاعبي الفريق ورضا جماهيره، فالأهم بالنسبة لهم السخرية من جماهير الفريق المنافس، والخروج في مسيرة.