اعتادت أبوظبي أن تهدي العالم جديداً كل يوم، واعتادت أن تبدع، وأن تسبق غيرها، وأن تترجم الأحلام إلى واقع.. اعتادت على السلام والمحبة، فجعلت في صدور أبنائها مجالس للمحبين، وفي ساحات إبداعها فرصاً للباحثين عن التميز، والراغبين في عبور جدران الصمت والاعتياد والملل.. أبوظبي عاصمة لا تعرف الاعتياد ولا الملل.. هي عاصمة الاستثناء، رجالاً وفكراً وعملاً. وحين تدور وقائع جائزة اللؤلؤة الصحفية التي تنظمها «أبوظبي للإعلام» اليوم، تضيف عاصمة الإمارات إرثاً جديداً، ليس للمنطقة وحدها، وإنما للعالم أجمع، فاللؤلؤة ليست لفرسان الصحافة الرياضية في الوطن العربي فقط، وإنما هي لكل بقاع الأرض، وليس أدل على ذلك من أن الملفات التي تقدمت لنيل الجائزة التي وصلت إلى 800 ملف دفعة واحدة، تنتمي إلى 86 جنسية من قارات العالم الست، البداية نجاح لا شك أنه يثلج صدور صناع الحدث بقيادة محمد إبراهيم المحمود رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام»، وهي بداية لا أعتقد أن حدثاً حظي بها في بدايته، ولكن لأن التخطيط رافق العمل من أول يوم، حين كان مجرد فكرة، وحين زفته بشرى للعالم من باريس، وحين روج له أعضاء لجانه العاملة في كل مكان، كان لا بد أن تكون البداية مبهرة كما نراها، وكما سنراها على مسرح التقدير لفرسان الصحافة الرياضية من حول العالم. هناك جوائز وفعاليات عديدة حول العالم، وأن تفكر في مزاحمة القدامى والراسخين في هذا الأمر، هو أمر شاق بالفعل، ولكن أبوظبي وحدها باتت علامة، وباتت جائزة، وباتت الركيزة التي يستند إليها أي عمل يخرج منها، هي ضمانة النجاح الكبرى، هي أساس العمل الذي يقفز بك قبل أن تبدأ ألف خطوة للأمام، وإذا ما واكب هذا الرمز الكبير عمل جاد وفكر متقد وإبداع متجدد، فلا شك أن الأمر سيصبح استثنائياً كما حدث مع جائزة اللؤلؤة التي نبعت من فكرة دقيقة، تبعتها تفاصيل تشعبت في اتجاهات عدة، لكن خيوطها لم تفلت من صناع الحدث، فرافقهم النجاح في كل الخطوات التي قطعوها، وكانت الثمرة تلك الملفات التي تدل على حدث كبير وراسخ، وكأنه على الساحة منذ عقود. اللؤلؤة، ليست فقط جائزة.. إنها أبوظبي.. إنها لمسات المبدعين وحروف المناضلين على الورق.. هي آهات المشجعين لمن يستحق.. هي صيد الكاميرا وإيقاع الكلمات.. اللؤلؤة هي أول جائزة عالمية تتوقف فقط عند من منحوا العالم المتعة عبر عقود ولم يتوقف عندهم أحد.. اللؤلؤة جاءت لتنصف هؤلاء الذين يحملون أحلامك إلى الملعب ويحملون الملعب إليك، وفي رحلة الذهاب والعودة نسيتهم أنت.. اللؤلؤة جائزة إنسانية تركت الأبطال لأن هناك الكثيرين يحتفون بهم، وبحثت عمن يصنع الأبطال. كلمة أخيرة: اللؤلؤة هي دائماً أبوظبي، وهي التاج، وهي كل الإبداع