اليوم فرحة كبيرة تعم الإمارات بمناسبة اليوم الوطني، فرحة بدأ فجرها وقمرها قبل (44) عاماً. مسيرة طويلة من العمل والبناء وتشييد دولة الاتحاد، قادها باني ومؤسس هذه الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه). لقد وضع البذرة الأولى التي تطلبت الكثير من العمل والجهد لبناء دولة حضارية، وتخريج أجيال جديدة يؤمنون بالمؤسس والتأسيس لدولة تذوب فيها الحدود والسدود، وتسطع فيها نهضة عمرانية واقتصادية وتعليمية وثقافية وتشييد بنية تحتية هائلة. وهذا الذي تم إنجازه بحرفية وقوة، جعل من الإمارات واجهة عالمية للتجارة والسياحة والتواصل بين دول الشرق والغرب، وبطبيعة الحال، فقد تم ذلك تحت مظلة الأمن والسلام والمعاملات الحضارية والإنسانية والحرية العالية لكل من يعيش على هذه الأرض الحبيبة، وتطبيق النظام والقانون على الجميع، حتى أصبحت الإمارات نموذجاً جميلاً للبلد المحب للحياة والفرح والسعادة للجميع.. كانت بذرة التأسيس والنهج الجميل على يد مؤسسها، الذي رحل وترك هذه الأمانة، حيث يحرص الجميع على أن تكون مكانة الإمارات عالية دائماً. وكان الدليل قوياً وساطعاً على يد حامي هذه الديار وصاين مكانتها الحضارية والعمرانية والعلمية والمدافع عن الإمارات، عندما يهدد أمنها وأمن محيطها العربي بقوة وعزيمة الكبار والأفذاذ الذين يجود بهم التاريخ عندما ينادي الوطن من لها! وكان لها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجيشه الباسل الذي أثلج صدور أهل الإمارات والخليج العربي، بل العرب جميعاً. كم الإمارات سعيدة بهذه الإنجازات على المستويات كافة من بناء وتقدم وعمران وأمن يصون البلاد من أي مكروه، وكذلك تربية أجيال تبذل الغالي والنفيس في سبيل أن تظل راية الإمارات خفاقة وعالية. لقد خط أبناء الإمارات طريق الشهادة وتقديم الروح رخيصة لأرضهم منذ اليوم الأول لقيام الدولة، ولنتذكر أول شهيد سالم سهيل خميس الذي قاوم أول احتلال أجنبي/‏‏‏ إيراني توسعي في موقعة جزيرة طنب الكبرى. فعلاً، إن الطريق لن يكون سهلاً لقوى الشر والتوسع والعدوان والمؤامرات والاحتلال.. الإمارات من حقها أن تفرح اليوم وتعم الاحتفالات باليوم الوطني وقيام دولة الاتحاد، دولة القوانين والنظام والبناء والعمل والحرية والسلام.