هل تذكرون «خليجي 18» في العاصمة أبوظبي؟ عندما عاش شعب الإمارات حالة اندماج غير مسبوقة مع كأس الخليج، أغنية منصور، دموع مطر، وشعب بأكمله يقف معكم، يؤازركم، يساندكم، ومسيرات السيارات، ومواكب السعادة التي جابت الإمارات، شلالات الفرح في المدرجات، مدينة زايد الرياضية، الهدف الشهير والتحية العسكرية، تذكروا كل هذا، وانزلوا إلى أرض الملعب، بعزيمة الكبار، وهمة الرجال، افعلوها وعودوا أبطالاً. هل تذكرون «خليجي 21» التي أقيمت في البحرين؟ عندما انتقلتم من مرحلة إلى مرحلة، هل تذكرون تفاصيل تلك الرحلة، ومن الأولمبي إلى المنتخب الأول إلى عرش الخليج، هل تذكرون الجسر الجوي بين مدن الدولة والمنامة، وكيف كانت أعلام الإمارات ترفرف في استاد البحرين الوطني، عندما كنتم ترددون مع الجماهير الغفيرة «عيشي بلادي»، هل تذكرون هدف الحمادي؟ ونجومية «عموري»، وأهداف خليل، بالتأكيد جميعكم تتذكرون تلك التفاصيل، فمعظمكم ينتمي إلى ذلك الجيل. في الليلة الكبيرة، نقول إنه فات الكثير ولم يتبقّ سوى القليل، مضى المهم، ولكن ينتظرنا الأهم، عبرنا المحطة تلو الأخرى، جابهنا الكثير من الصعاب، تجاوزنا المتاعب، واليوم حانت ساعة الحقيقة، والمواجهة الكبيرة التي تجمع منتخبنا الوطني أمام نظيره العُماني، في سباق من 90 دقيقة، والهدف هو اعتلاء المنصة، والتربع على عرش الخليج، افعلوها من أجل القيادة والشعب، افعلوها للبيت الكبير، للسماء وللتراب وللحضن، أفعلوها من أجل الوطن. اليوم لا صوت يعلو على صوت الوطن ضعوه في قلوبكم، ولتكن فرحته هدفاً لكم، اجعلوها أمامكم، في أذهانكم، تذكروا احتفالات الشعب، والاستقبال التاريخي الذي حظيتم به، عندما تشرفتم بالسلام على صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عندما تفاعلت كل فئات المجتمع معكم، ليس لأنكم عدتم أبطالاً وحسب، ولكن لأنكم كنتم أسوداً في الملعب. تذكروا الوطن وأناسا ينتظرونكم، تذكروا كيف ستخرج الإمارات عن بكرة أبيها لتزفكم، وإذا حانت لحظة النصر، ستمنحكم أوسمة المجد والفخر، تذكروا أنهم دوماً وأبداً هم الذين يقفون خلفكم في جميع المحافل، يشدون من أزركم، يفرحون بانتصاراتكم، وتذكروا دعوات الأمهات، وبهجة الأطفال، هي مباراة كرة قدم في مسابقة رياضية، هي 90 دقيقة، ولكنها تعني الكثير، للأم وللأب وللوطن، للبيت الكبير، هذا الوطن مهما قدمنا له وأعطيناه ومنحناه يبق في حقه قليل، افعلوها من أجله، من باب الوفاء والانتماء ومن باب رد الجميل.