نعيش أصداء عرس «التمكين» الذي تجدد وتجلى بانعقاد المجلس الوطني الاتحادي الأربعاء الماضي، برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وافتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله، بحضور أصحاب السمو الحكام وأولياء العهود. عرس عزز قطاف مرحلة التمكين التي انطلقت مع الخطاب السامي لقائد المسيرة خليفة الخير في العام 2005، بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثلاثين، وشهدنا معه ثلاث دورات انتخابية تعززت في رحاب العهد الميمون، والتي تشهد كل محطة من محطاته تطوراً ملموساً يرسخ التجربة البرلمانية، ويضيف لبنة نوعية من لبنات صرح الإمارات الشامخ، والتي قال معها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، «إن إماراتنا أصبحت أكثر قوة وتلاحماً وطنياً بين الشعب والقيادة». ولعل ما أضفى على هذا العرس رونقاً ودفعاً مزدوجاً، أن توج بانتخاب الدكتورة أمل القبيسي رئيسة للمجلس الوطني الاتحادي لتصبح أول امرأة عربية تتولى مثل هذا المنصب الرفيع. وقد جاء عن كفاءة واقتدار، وحمل كل معاني ودلالات التقدير والاعتزاز بدور المرأة الإماراتية التي قطعت شوطاً كبيراً في تعزيز المسيرة المباركة، وتعد قوة ضاربة في مجال العمل. إنه الدور الذي أسهمت به عن جدارة، بفضل ما حظيت به من دعم وتشجيع وتعليم تأهيل وإعداد، وهو ثمرة رؤية ثاقبة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ بواكير التأسيس وقناعته الثابتة بدور المرأة، والاستفادة من طاقاتها باعتبارها نصف المجتمع، كما يذكر التاريخ كذلك بإجلال جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات». إن التاريخ الذي صنعته المرأة في الإمارات بجهودها، وبما تحقق لها من مكاسب ومنجزات بدعم من قيادتها يمثل تجربة مضيئة ملهمة، بهالة الضياء والإلهام الذي تحمله تجربة البناء الوطني في إماراتنا الحبيبة، والتي تزيدنا تمسكاً وفخراً واعتزازاً بها، والتفافاً حول القيادة لنهجها المتدرج الحكيم والواعي الذي يستجيب ويتفاعل مع المتغيرات، ويلبي التطلعات بحكمة ونضج وتدرج يحمي ويصون، ويعزز مكتسبات الوطن والمواطنين، ويحصنها من مغامرات أصحاب الشعارات الجوفاء ومحترفي الفشل وحرق المراحل، حمى الله الإمارات وزادها عزاً وشموخاً.