الفن عبارة عن مفهوم شامل للوجود الإنساني، فالفن يبحث في ذات الفنان وليس الآخر، لذا لا يحاول الفنان عبر الفن التعاطي مع حاجاته الخارجية، إنما يحاول اكتشاف الأمراض التي تعتري ذاته المغتربة. ويوقع الفنان المشاهد في شباكه الفكرية، عبر المنتج الفني، فالعلاقة الناشئة بين الفنان والمنتج الفني هي علاقة زمنية متصلة بخواطر ذاتية التكوين، ينتقي خلالها الفنان أدوات مختلفة للإخراج، متعددة اللغات، منها البصري، التصويري، المسموع وغيرها من المخرجات الملموسة فكريا وحسيا. عبر عملية القص واللصق، كما في فن الكولاج، يتعاطى الفنان مع إسقاطات نفسية، ومع أفكار ولدت لحظة تفاعل الأنا مع الوسط المحيط ومع الآخر، القص يكون بطريقة شبه عشوائية، ولكنها نابعة من ذاتية الفنان نفسه، الفنان لم يقدر زاوية معينة للقص واللصق، ولكن العقل اللاواعي هو من اختار زاوية القص واللصق. يحاول الفنان الدخول إلى العالم الفسيح، داخل الذات عبر أدوات حادة معاصرة، لأن اللون أحيانا لا يستطيع ولوج الذات البشرية، حين يصل الفنان إلى بعد معين داخل الذات، يتمسك بأي مادة يمكن التقاطها من ذاته، ومن ثم يزينها للمشاهد بمواد قريبة من الواقع، المخرج الذي تم تزيينه بالواقع، منتج قوي بأفكاره، وعناصره الفيزيائية، أي أن الحركة المرتبة بالشكل “الإهليجي” للمنتج الفني، تفرض وجودها العلمي والفني في نفس الوقت، وهنا أقصد بالشكل الإهليجي غير المرئي للطاقة المحيطة بالمنتج الفني، هذا المجال المحمل بالطاقة يحرك أفكار المشاهد، نحو ذاته وليس ذات الفنان، لذلك تجده يرفض بعض الأعمال الفنية، وليس عيبا في المبادئ المطروحة، وإنما خوفا من الشوائب المتعلقة داخل ذاته المجهولة. ? ? ? تتفرد ذات الفنان عن بقية الذوات، بأنها ذات جريئة، قادرة على التحدث بصوت مسموع، هي لا تخشى سياسية العولمة، ولا حتى الأزمة الاقتصادية، وتتصدى للغربة التي تعتري الذات عندما يتحدث الآخر، عن قضايا كاذبة ومشبوهة. الهدف الذي تسعى إليه ذات الفنان، يتوجه نحو الأنا، فهو يحاول ملامسة الأنا من الداخل، وعندما يشعر بلذة اللمس، يخرجها للمشاهد ليتعلم هو كذلك، طريقة اللمس وعدم خدش الذات. science_97@yahoo.com