الحديث أن الأخطاء تعتبر جزءاً من كرة القدم هو حديث عفا عليه الزمن، وليس له أي معنى عندما يقترن بتبرير الأخطاء الكارثية التي نشاهدها تحصل في مباريات المونديال الإفريقي الحالي، والتي تخطت كل المعقول وأصبحت تؤثر بصورة مباشرة على سير المباريات ونتائجها. لو كانت الأخطاء تمس مباراة أو مباراتين، لكانت مقبولة ويمكن هضمها، لكن هذه الأخطاء تحولت إلى ثقب اسود ابتلع العديد من المنتخبات وحول الأحلام إلى كوابيس، رفعت منتخبات وأنزلت أخرى وأعطت الحق لمن لا يستحق. وأعتقد أن شخصاً لو أراد أن يرصد جميع الأخطاء التحكيمية في مباريات مونديال الحالي، فإنه دون شك سيحتاج إلى مجلد من كثرة الأخطاء والتي لم يسبق أن رأيناها بهذه الغزارة والسذاجة. لقد شاهدنا مهاجما يلمس الكرة بيده مرتين، مرة باليمين ومرة بالشمال، ويحرز هدفا ولا يراه الحكم، وشاهدنا الكرة تجتاز خط المرمى بمسافة لا تدع مجالا للشك ومع ذلك الحكام لم يروها، وشاهدنا لاعبا ينقض على الحارس وبدل أن يحتسب عليه خطأ، يكافأ في نفس اللعبة بتسجيل هدف وهو من موقع تسلل واضح. شاهدنا العشرات من الأخطاء، والتي طالت معظم المباريات، مثل لاعب يسدد الكرة لوحده إلى خارج الملعب ومع ذلك يمنح ضربه ركنية، ولاعب يبعد الكرة بيده ولا يعاقب بضربة جزاء، وغيرها الكثير. أخطاء تكشف بما لا يدع مجالا للشك أن قضاة الملاعب هم الحلقة الأضعف في مونديال جنوب أفريقيا، وتكشف أكثر مدى تخلف عالم كرة القدم بصورته الحالية وعجزه عن تطوير نفسه في إيجاد حلول للعيوب التي يعاني منه وعلى رأسها أخطاء الحكام. رغم كل الأخطاء التي تحصل يصر الفيفا على أن يظل مجتمع كرة القدم متخلفا بتمسكه بالطرق القديمة، والتي أثبتت مرارا وتكرارا فشلها، ولا يتحول إلى استخدام التكنولوجيا على الرغم من أنها تشكل جزءاً من مختلف مناحي حياتنا، وكرة القدم لا يفترض أن تكون بمعزل عن ذلك. زمان كانت هذه النوعية من الأخطاء مقبولة الحصول لأنه لم تكن هناك بدائل لعلاجها، النقل التلفزيوني لم يكن متطورا بالصورة الحالية، ولم يكن هناك مجال لوضع مجسات تحدد إذا ما كانت الكرة قد عبرت خط المرمى أم لا. لكن اليوم ما هو العذر في التمسك بهذا التخلف، وعدم مساعدة الحكام في منحهم أدوات جديدة تساعدهم أكثر على إدارة المباريات بصورة أكثر عدالة؟. Saif.alshamsi@admedia.ae