خالد البنا من الفنانين المجددين في الساحة الفنية، فقد تعامل خالد البنا مع الأسود والأبيض، بشكل يدعو للتخيل، فقد يكون عمله عبارة عن قارب وسط عشب أخضر، أو شخص بدأ يتعلم حركة الجسد الصامت، أو غيرها من عناصر المجتمع المعاصر. كما أنه تعامل مع ملابس المرأة ذات الألوان الصارخة والنقوش الغارقة بين خيوط القماش.
في مشروع “التواصل واحد” في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، (وهو يتضمن ورشة عمل ومسابقة في الرسم تستمر لمدة شهرين)، يتعامل خالد البنا مع ملابس المرأة، وهو في هذا العمل لم يقصد المرأة المعاصرة، بل المرأة التي عايشت الصحراء، وقابلت قسوة الظروف وهي ترتدي ملابس ذات ألوان بارزة ونقوش تعطي الملابس أسماء عدة، مثل “ميزع” و”بوطيرة “و “بوكاحل” و”حريرمته” و”حرير بوطيرة” وغيرهـا، وشكل عبر القماش أشكالا تشبه أشخاص يتفاعلون مع عناصر أخرى، هو لا يتعامل مع الشكل بل مع الرغبة في الإنتاج، تجده يجلس على كرسي وسط زحمة اللوح ذات الأبعاد الهندسية، والمتنقلة بين الانطباعية والكلاسيكية، ولوحة ناصر نصر الله للديك الذي يكاد يسمعنا صوت الأذان، يمسك بالمقص واللاصق لإنتاج أكثر من عشرين فستانا يثبتها على ورق مقوى، وتعتبر لحظة الإنتاج عند خالد البنا، لحظة من السكون والهدوء، بعيد عن آلة الخياطة، لأنه استبعدها من مشغلة الفردي واستبدله باللاصق والورق المقوى، لأن التصميم الذي يعمل عليه يعرض بطريقة مختلفة. استبعد خالد البنا المكان، ورمى بجذور الفكرة إلى المشاهدة عبر البصر، إلى ملابس امرأة تمكن الزمن من ملامح وجهها، وأكل من صحتها، لكن الزمن لم يلمس ملابسها القديمة، وبقيت تفتخر بتلك الأثواب الزاهية والمحتشمة وسط عصر غرق بالأثواب المصنعة من مواد كيميائية، شبه قاتلة.
تجربة القماش التي يتعامل بها خالد البنا، تجربة تكميلية للمعرض السنوي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، هو لا يكرر بل يعيد البناء، كأن التصميم السابق محتاج لعملية التكرار أما المشاهد، فهو يكرر ويجدد الإحساس بالسعادة أثناء الإنتاج.


science_97@yahoo.com