يستحق منتخبنا الوطني التحية والإشادة على المستوى الذي ظهر به أمام فيتنام في إياب تصفيات المونديال، وعلى الخماسية التي دك بها مرمى منافسه، مؤكداً جدارته للإنتقال الى المرحلة التالية، ومع خالص أمانينا أن يتجاوزها للإنتقال الى المرحلة التي تليها والتي هي أكثر صعوبة، فنظام التصفيات تماماً مثل الألعاب الإلكترونية، كلما تجاوزت مرحلة تتأهل الى مرحلة أصعب، وهكذا، فالطريق الى جنوب ''أفريقيا ''2010 صعب وشاق جداً، وما المرحلة التي تجاوزناها إلا مرحلة تمهيدية لاتمثل شيئا بالنسبة للمنافسات والصعوبة المقبلة، وهناك خمسة منتخبات تأهلت لهذه المرحلة دون تصفيات، وبالتالي ما تجاوزناه ما هو إلا مرحلة تمهيدية لاتعدو أن تكون بمثابة مرحلة الحضانة للطالب المبتدئ· فبعد المباراة والى اليوم نلاحظ تضخيماً لحجم الفوز، وراح البعض ينظم المسيرات ويقيم الولائم ويستعرض صور الإنجازات ويذكرنا بافراح كأس الخليج وكأننا قد تأهلنا الى المونديال، وهو ما نرفضه، مطالبين بالتعامل بواقعية مع الفوز، وتجاوز المنتخب الفيتنامي الذي لم نعرفه إلا بعد فوزه علينا في نهائيات كأس آسيا، فيما لم نعرف فيتنام إلا من كتب التاريخ من خلال حربها مع أميركا· ورغم ذلك ليس هناك شك في صعوبة المهمة واستفادتنا منها لعدة أسباب، منها الوقوف على مستوانا، وتطور الفرق الأخرى التي تعمل مثلما نعمل وبزيادة، كما استفدنا الكثير من تجربة وتحضير لاعبينا للمرحلة الأصعب والتي ستكون فيها كلمة الحسم، والتعود نوعاً ما على نظام الذهاب والإياب وما يرافقه من مشقة ومكاسب إيجابية وسلبية، وفي العموم كانت محلصتنا إيجابية بشكل عام، والأهم أننا وصلنا الى مرحلة استعدنا بها ثقة الجماهير المفقودة بعد نهائيات كأس آسيا، لأن جماهيرنا الموقرة مزاجية، والنتائج فقط تحركها وتزيد مشاعرها وتحرك إتجاهاتها ومواقفها، ولكن بعد الفوز الأخير على فيتنام، والأداء الذي ظهر به المنتخب عادت الثقة ولله الحمد· ومن هنا يجب أن نبدأ المرحلة المقبلة بجد أكثر، وتركيز وتكاتف أكبر من ذي قبل خاصة وأن نظام المرحلة المقبلة شاق وصعب يعتمد على نظام الذهاب والإياب، وخلال مشوارنا إذا ما كتب لنا النجاج لإكماله حتى الآخر سنعلب أربع عشرة أو ثماني عشرة مباراة منها سبع أو تسع مباريات على أرضنا وبين جماهيرنا وهو ما يعزز من دور الجمهور في المرحلة المقبلة· مجرد رأي قبل لقاء الإياب في أبوظبي هل علينا مدرب فيتنام ريدل بتصريح أكد فيه أن نسبة فوز فريقه على منتخبنا في لقاء أبوظبي لاتتعدى الـ 10%، وعندها إتهمناه وأنا شخصياً بشن حرب نفسية ضد لاعبينا للنيل من عزيمتهم وإصرارهم، والعمل على تخديرهم وإقناعهم بأنهم فائزون لا محالة، ولكن بعد المباراة لا املك إلا أن أقدم إعتذاري للمدرب ريدل، لأنه كان يتحدث بواقعية، وقد أكدت المباراة والنتيجة أنه كان محقاً بالفعل في كلامه، بل أن النسبة التي أعطاها لفريقه أكبر مما يستحقها·