أُدرك جيداً أن هناك من سينتقد الفرحة الكبيرة التي عمت الأوساط الكروية في الإمارات بعد الفوز على فيتنام والتأهل لدوري المجموعات من تصفيات مونديال ·2010 وسيظهر من يقول: وما هو حجم منتخب فيتنام الذي يمثل المرتبة 139 عالمياً، حتى نحتفل بهذا الشكل· ومن سيقول وماذا سيكون حجم فرحتنا عندما نتجاوز منتخبات أقوى وأكثر خبرة وأفضل تاريخاً· وبالطبع إن تلك الآراء وإن كانت لا تخلو من موضوعية، إلا أنها لا تقيم وزناً لـ ''الكابوس'' الذي تعرض له منتخب الإمارات أمام فيتنام في افتتاح مجموعته بالنهائيات الآسيوية، حيث كانت الصدمة الكبيرة في أول مباراة رسمية للأبيض بعد سيمفونية ''خليجي ،''18 وهي الخسارة التي كانت سبباً رئيسياً في الخروج الإماراتي المبكر من النهائيات دون ملامسة الدور الثاني على الأقل· ومنذ تلك اللحظة، أي منذ يوم الثامن من يوليو الماضي، وكل هاجس منتخب الإمارات أن يرد اعتباره، ويذيق منتخب فيتنام من نفس الكأس، بإخراجه من تصفيات المونديال، بعد أن منحته قرعة التصفيات الفرصة لأن يعيد المنتخب الفيتنامي إلى حجمه الطبيعي· ولم يكن لقاء الذهاب في هانوي يوم 8 أكتوبر إلا مناسبة لرد نصف الاعتبار، وفاز الأبيض بهدف نظيف لبشير سعيد، وجاء موعد الثامن والعشرين من أكتوبر، ليكتمل المشهد، وبخماسية نظيفة وضع الأبيض حداً للطموحات الفيتنامية وهزمه بنتيجة عريضة دون أن يمكنه من الوصول إلى المرمى الإماراتي على مدار 180 دقيقة هي زمن مباراتي الذهاب والإياب، ليودع المنتخب الفيتنامي التصفيات دون أن يحرز هدفاً واحداً، كما أنها كانت المرة الأولى للأبيض مع ميتسو التي يحرز فيها كل هذا العدد من الأهداف في مباراة رسمية، مما ينعش الآمال في مواصلة المشوار المونديالي بالنجاح المأمول· وتشاء الأقدار أن يرتبط ستاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة بانتصارات الأبيض، فبعد الفوز على اليمن والكويت والسعودية في ''خليجي ''18 جاءت مباراة فيتنام ''المونديالية'' لترسخ نفس المفهوم، حتى أن الملعب بات يستحق لقب ''ملعب الأحلام'' أو ملعب الانتصارات· وتفاءلوا بالخير ·· تجدوه· بخروج منتخب فيتنام وسقوطه بخماسية، انتهت مناورات مدربه ريدل الذي تباينت تصريحاته قبل المباراة بين اليأس والرجاء، فتارة يصرح بأن فرصة بلاده في التأهل للمرحلة التالية لا تزيد على 10 في المئة، وتارة يقول لم نقطع آلاف الكيلومترات من هانوي إلى أبوظبي، لنخسر ونودع التصفيات· وكان لإسماعيل مطر ''صانع السعادة'' ورفاقه الكلمة الفصل التي حوّلت الحلم الفيتنامي إلى كابوس· وواحدة بواحدة·· والبادي أظلم!