بالتأكيد كنا نتمنى أن يتواصل المشوار العنابي في دوري أبطال آسيا·· حتى النهاية· تمنيناها ليلة أخرى من ليالي الفرح الإماراتية·· وأن تكون تكرارا لمشهد 2003 و2005 عندما صعدت الكرة الإماراتية عن طريق سفيرها العيناوي إلى النهائي الحلم· ولأن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فإن الرياح الآسيوية جاءت بما لا تشتهي الكرة الإماراتية من خلال ممثلها الوحداوي، لتغادر البطولة في نصف النهائي ولتترك اللقب حائراً بين ممثلي اليابان وإيران في مشهد هو الأول في تاريخ البطولة، بشكلها الجديد· نعم لم يكن الفريق الوحداوي في مستواه المعهود خاصة في الشوط الأول الذي فرض خلاله الفريق الإيراني أسلوبه، فأغلق وسط ملعبه تماماً ولم يسمح لمهاجمي الوحدة من الاقتراب من مرمى سبهان، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة التي انفرد من خلالها المهاجم الإيراني محمود كريمي بمرمى نادر المياغري، ولولا ستر ربك لنجح الإيرانيون في التسجيل· ونعم تحسن الأداء نسبياً في الشوط الثاني ولاحت عدة فرص كانت يمكن أن تقلب موازين المباراة لصالح الوحدة رأساً على عقب، مع الاعتراف أيضاً أن الهجمات المرتدة الإيرانية شكلت خطورة شديدة خلعت معها القلوب· ونعم انتهت المهمة الوحداوية التي كانت يمكن أن تتواصل لو استثمر الفريق عامل الأرض وعامل الجمهور الذي زحف بكل الحب وضاقت به مدرجات ستاد آل نهيان مكرراً المشهد الرائع في ''خليجي ··''18 ولكن الجمهور حضر بينما غابت الخطورة الوحداوية التي تكفي لهز شباك فريق سبهان ولو مرة واحدة· نعم تعددت الهجمات الوحداوية خاصة في نهاية الشوط الثاني ولكن تراجع معدلات الخطورة في عمق الدفاع الإيراني، سهل مهمة سبهان وحارسه الذي لم يجد صعوبة في الاحتفاظ بنظافة شباكه· نعم وصل الفريق الوحداوي إلى مرحلة نصف الحلم ولكن أن يخفق الفريق في تسجيل ولو هدف واحد أمام الهلال السعودي في ربع النهائي، ويفشل في تسجيل ولو هدف واحد على ملعبه في مرمى سبهان في نصف النهائي، يعني أن الهجوم الوحداوي يفتقد الخطورة التي تتوازى مع أهمية المرحلة التي وصل فيها بالبطولة ويكفي أن فريق الوحدة هو صاحب أقل معدلات التسجيل بين الفرق الأربعة التي سيطرت على مقدرات مربع الذهب الآسيوي· إنها مغامرة آسيوية حافلة بالدروس والعبر· وحظاً أوفر للفريق الوحداوي·