طالعت قائمة السلوكيات غير الحضارية التي قررت بلدية دبي اعتبارها من ضمن الممنوعات، ووضعت لها من الغرامات الرادعة ما يجعل الناس يحترمون السلوك العام مجبرين. مثل هذه القائمة صارت ضرورية في الإمارات كلها، فالسلوكيات غير الحضارية سمة للمغتربين القادمين من بلدان معينة، يأتون بها، وهي العادة عندهم، ليطبقوها ويمارسوها في الإمارات دون أن يستوعبوا أنها هنا مكروهة منبوذة. في معظم الإمارات تشن البلديات حملة كل عام على ظاهرة تعليق الملابس على شرفات البنايات، فتختفي الظاهرة إبان الحملة، وتعود مرة أخرى بعد فترة من انقضائها! الناس لا يودون مخالفة القانون طبعاً، لكنهم في الغالب لا يعلمون أن هذا التصرف ممنوع، فهم إما قادمون جدد جاؤوا للإمارات بعد انتهاء الحملة ولم يعلموا بها، أو أنهم اعتقدوا أنها حملة تشبه الحملات في بلدانهم تنتهي بانتهاء زيارة المسؤولين! هناك الكثير من التصرفات التي تبدر من القادمين الجدد للإمارات، تختلط بالمسموح لهم في بلدانهم، فالجلوس في الميادين العامة ودوّارات الشوارع بالنسبة لهم تصرف معتاد مقبول، لكنه في الإمارات يعتبر تشويهاً للمظهر العام للمدينة. هناك أيضا ترك المخلفات على حشائش الحدائق، يعتبرونه عادياً لأنه شائع في دولهم، لكن هذا التصرف يعتبر خرقاً للقانون في الإمارات. في التصرفات التي تغضب الكثيرين أيضا، التصرف بحميمية زائدة في الشارع، فالكثير من الأجانب يتعانقون بحميمية أو يقبلون بعضهم، في تصرف يجدونه عاديا وتعبيراً عن المشاعد بينما يعتبر في الامارات خرقا للحياء العام، ويمنع بموجب القانون. قس على ذلك ارتداء الملابس الداخلية في الشارع ( بالمناسبة يفعلها آسيويون وأجانب) أو البصق في الشارع، أو رمي العلك، أو حتى ترك الكلاب تقضي حاجتها في الحدائق! تصرفات كثيرة صار من الأنسب رصدها جميعا في كتيب سلوك عام يطبع بكل لغات العالم، ويوضع في الطائرات القادمة إلى دولتنا الحبيبة، كتيب يقرأه القادمون مثل كتيب تعليمات السلامة في الطائرة، يستوعبونه ويحتفظون بنسخة منه، كي يعرفوا السلوك الممنوع أو غير المستحب في الامارات، فهذا يسهل الكثير على السلطات. ويوفر جوا معيشيا لائقا بين المقيمين أساسا في الامارات من اماراتيين وغيرهم، وبين القادمين الجدد لبناء حياة أفضل لهم في الامارات. فتحية البلوشي