احتفلت «ليسل هايسه» بمناسبتين هذا العام؛ ففي مارس أكملت عامها المئة، وفي مايو انتخبت لشغل أول منصب سياسي لها. وتعد هايسه أقدم ناشطة سياسية في ألمانيا، حيث عملت عضواً في المجلس المحلي بمدينة «كيدو» (8000 نسمة). وكان لقصتها أن تغذي مخاوف بشأن هيمنة المسنين على سياسة ألمانيا، إحدى أسرع الدول تقادماً في العمر. لكن بعد نحو نصف عام على فوزها، تقدم هايسه مثالا على كيفية تجنب صدام الأجيال. وتدور اقتراحاتها حول تحسين حياة الشباب وكبار السن معاً، وتسعى لإنشاء مركز للشباب وصالات للرقص وإعادة فتح حمام سباحة مغلق، وتطالب بخفض انبعاثات الكربون. يقول «موريس كونراد» (19 عاماً)، أصغر عضو في مجلس مدينة ماينز المجاورة، «إنها تبدو وكأنها تقول: إذا لم يتغير شيء فسأتدخل بنفسي وأتخذ قرارات.. وهذا ما نسميه تمرد الشباب». لكن كيف استطاعت الفوز؟
عندما كانت هايسه شابة كان النظام النازي مهيمناً، فقمع أي معارضة، وسجن والدها بعد انتقاده المذابحَ النازية بحق اليهود. واعتبر النازيون أن هايسه –التي كانت معلمة في حينها- انتقادية أكثر من اللازم، فنقلوها إلى مدارس نائية عقاباً لها. وبعد الحرب، أصبحت هايسة قادرة على التعبير عن آرائها السياسية بشكل أكثر انفتاحاً، حيث عادت إلى بلدتها «كيبو» لتتلمذ على يديها تباعاً أجيال من السكان.
وفي منزلها، تقول هايسه إن باراك أوباما كان مذهلا. وبالنسبة للتغير المناخي تقول: «لا تدَعوا المجانين يعرقلون الجهود الرامية إلى وقفه». وحول لبريكست تقول: «ارسلوا هؤلاء الذين يدافعون عنه إلى القمر».
لقد راقبها البعض وقد أصبحت معلقة عالمية على الأخبار، ووصفها عمدة المدينة «مارك موتشو» بأنها «أيقونة تجعل المدينة مشهورة». وفي اجتماع عقد مؤخراً لمجلس المدينة، كانت هايسه تتابع التفاصيل الدقيقة للسياسة المحلية حتى وقت متأخر من المساء، واستمعت في صمت لمعظم المناقشات، وعندما صعدت أخيراً إلى المنصة للتحدث استعادت حماسها المعهود.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»