أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة، أن الأمّيّة هي آفة تفتك بأجيال الحاضر والغد، وهي التحدي الأكبر الذي يواجه العالم اليوم، ويقف عائقاً أمام تحقيق الأهداف التنموية، التي تتطلب نشر العلم بين الأفراد، حتى يتمكنوا من خلاله إنجاز طموحاتهم وأحلامهم التي لا بد لها أن تتحقق بامتلاك سلاح الفكر والعلم لمواجهة الفقر والعوز والحاجة. وتعدّ «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، من أهم المؤسسات التي أثرت إيجابياً على المستوى العالمي، في تأمين الموارد اللازمة لإيجاد أساليب مبتكرة وفعالة تسهم في توفير التعليم للأطفال في شتى أنحاء العالم، ونشر المعرفة ودعم اللغة لكل من يحتاج إليها، انطلاقاً من أن مكافحة الجهل ركن أساسي لتطوير حياة الأفراد وتحقيق التنمية المستدامة.
وتؤكد البيانات الأخيرة أن 41 مليون شخص حول العالم، استفادوا من مشاريع «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» لنشر التعليم والمعرفة في عام 2018، ووصول إجمالي حجم الإنفاق خلال العام نفسه على المبادرات والبرامج والمشاريع الخاصة بهذا المحور، إلى نحو 628 مليون درهم، حجم التأثير الإنساني والتنموي الذي حرصت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على نشره في كل مكان، إذ يعد نشر التعليم والمعرفة، أحد أهم المحاور الخمسة المنضوية تحت إشراف المؤسسة، إضافة إلى الاهتمام بالرعاية الصحية ومكافحة المرض، والمساعدات الإنسانية والإغاثية، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات، وخاصة كبار السن والنساء والشباب وأصحاب الهمم.
ولأن ما يقرب من 17? من سكان العالم البالغين يفتقرون إلى الحد الأدنى من مهارات القراءة والكتابة، ثلثهم من النساء ويبلغ عددهن 493 مليوناً، فيما تقدر شريحة الشباب ب 122 مليوناً، نحو 67 مليوناً من الأطفال لا يحصلون على التعليم الابتدائي، و72 مليوناً يتخلفون عن التعليم الثانوي، فإن دولة الإمارات تنظر إلى هذه الإحصائيات ككارثة إنسانية يجب التوقف عندها والحدّ منها، وهو ما جعل من «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، تصوغ العديد من المبادرات الخاصة بدعم التعليم ونشر المعرفة والتشجيع على تحصيلها ونشرها، لتقوم من خلالها وعبر مجموعة من المشاريع والجهات المنضوية تحت مظلتها، بتوفير تعليم نوعي لملايين الأطفال والشباب في الدول والمجتمعات الفقيرة، إيماناً منها بأن التعليم الأساسي حق لجميع البشر، وأن تطوير المنظومات التعليمية، وخاصة في الوطن العربي، هو أولوية رئيسة لتحقيق ذلك.
لقد وقفت دولة الإمارات في مقدمة الدول الداعمة لقضايا الشعوب الإنسانية، وخاصة في مجال التعليم، بوصفه مصدراً للتطور والرخاء، حيث أنشأَت «جائزة محمد بن راشد للغة العربية» في عام 2014، لتكون بمنزلة تقدير رفيع لجهود العاملين في ميدان اللغة العربية. أما «قمة المعرفة» التي تعقد سنوياً تحت إشراف مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، التي أسست في عام 2007، بهدف تمكين الأجيال العرب من ابتكار حلول مستدامة لتيسير عملية المعرفة والبحث، فإن هذه القمة تستقطب خبراء من مختلف أنحاء العالم، سعياً إلى تعزيز الأفكار والبرامج التي تدعم وتنشر الوعي بالمعرفة. كما يعدّ «تحدي القراءة العربي» كأكبر مشروع لتشجيع القراءة لدى الطلبة العرب، وهو ما يحقق تنمية حب القراءة لدى الأطفال والشباب العربي، ويغرسها كعادة متأصلة في حياتهم.
لقد آمنت دولة الإمارات بأن نشر التعليم والمعرفة في العالم، هو الطريق الأمثل نحو تمكين المجتمعات واستقرارها، وهو ما حفّزها على المضي قُدماً من أجل الارتقاء بالرسالة التربوية، وتطوير وتحديث الأدوات التعليمية لتكون متوائمة مع المستجدات، وخلق الوعي بأهمية التعليم والثقافة لمواجهة مشكلتي الفقر والبطالة، وتجاوز التحديات الاقتصادية والاجتماعية، التي تبني حياة أفضل، ومستقبلاً أكثر استقراراً وسعادة ورفاهاً، يتحقق من خلال تنفيذ المشاريع ذات الطبيعة المستدامة، التي تتفق مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أن تمكين البشر وجعلهم فاعلين ومشاركين في نهضة ونمو دولهم، يتطلبان نشر العلم والمعرفة بين صفوفهم.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدرسات والبحوث الاستراتيجية