نيك رول* مع منعطف الطريق، تُفسح الطرق الرملية المحروقة لهذه الغابة الخرسانية الطريق فجأة لبداية الشوارع الظليلة. وتبطن الأشجار التي زرعت العام الماضي فقط مداخل حفنة من الكتل، حيث وصلت هذه الأشجار بالفعل نحو نوافذ الطابق الثاني. أما الأغصان الصغيرة فهي تُبرز جذوعها من أُصُص النباتات المصنوعة من الإطارات المعاد تشكيلها.

توقف «مودو فال» لتفقد الأشجار في طريق عودته من الشاطئ، حيث كان يصور فيديو عن تلوث المحيط مع موقع الأخبار المحلي. إنه ناشط بيئي معروف، يُعرف باسم «لوم بلاستيك»، أو الرجل البلاستيكي، في إشارة إلى بدلة محلية الصنع مغطاة بأكياس بلاستيكية، كان يرتديها في الاحتجاجات وعند مخاطبة وسائل الإعلام. لكن مشروعه «مليون شجرة، مليون إطار» هو الذي يحول هذه الضاحية المكتظة والمهملة دائماً في داكار، السنغال، حيث يعيش. اكتسبت مشاريع غرس الأشجار رواجاً جديداً حول العالم في السنوات الأخيرة. بمجرد أن يتم منحها قيمة للزينة أو كسلعة، يتم الآن البحث عن الأشجار لفوائدها البيئية والاجتماعية أيضاً.

بالنسبة للسيد «فال»، فهي تمثل هدية للمجتمع. «إذا كانت لديك الوسائل لبناء مسجد، فأنت تفعل ذلك. إذا لم تكن لديك الوسائل، فلا بأس. إذا كانت لديك الوسائل لبناء مستشفى للأشخاص الذين يعالجون أنفسهم بها، فأنت تفعل ذلك. إذا لم يكن لديك [الوسائل]، فلا بأس»، بحسب ما قال في وقت لاحق من منزله المحاط بالأثاث المصنوع من الإطارات المعاد تدويرها. لكنه يقول إن أحد الأشياء التي يمكن للجميع القيام بها هو «زرع شجرة». يهدف السيد فال وجيشه من المتطوعين إلى زراعة شجرة واحدة لكل منزل في السنغال، باستخدام الإطارات المعاد تدويرها كأُصُص للنباتات للمساعدة في الحد من تأثير الحيوانات. إنه هدف نبيل، والموارد وفيرة. في جميع أنحاء الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، تتناثر الإطارات حول الطرق والقنوات والشواطئ، مع احتمالات قليلة لإعادة استخدامها أو إعادة تدويرها. البذور وفيرة أيضاً، حيث أسفرت التبرعات والمنح الخاصة عن توافر كل أنواع البذور من أشجار الليمون والمانجو المحلية إلى أشجار الملينا والمورينجا الظليلة والمغذية. بدأ المشروع في عام 2020، وبعد ذلك، مثل أي شيء آخر في العالم، اصطدم بجدار عندما ضرب الوباء. لكن تم توزيع 8500 بذرة وإطار قبل الوباء، وعادت الزراعة مرة أخرى في الأشهر الأخيرة. من خلال العمل مع السلطات المحلية والجيران المهتمين برعاية الأشجار أو، في حالة واحدة، في مدرسة محلية، يوفر السيد فال الإطارات والبذور والسياج المصنوع من الأسلاك الشائكة.

يقول: «أطلب منك فقط توفير الماء». كما هو الحال في العديد من المدن النامية، غالباً ما يأتي التوسع في أحياء داكار على حساب المساحات الخضراء، كما يقول السيد فال. وتكون هذه المناطق أكثر دفئاً بشكل ملحوظ من الأحياء القديمة، حيث تصطف الأشجار منذ عقود في الشوارع. لكن استعادة الظل يمكن أن يجذب الناس إلى الخارج، للتواصل الاجتماعي والتمتع بفترة راحة في مدينة، حيث يمكن أن يرتفع مؤشر الحرارة إلى ما يزيد على 100 درجة فهرنهايت خلال الأشهر الأكثر حرارة. علاوة على ذلك، فإن الأشجار هي بنوك الكربون في عالم يأمل في الحد من الانبعاثات. يتحدث جيران السيد فال بشدة عن الصفات الغذائية والطبية للأشجار المحلية أيضاً - في لغة «الولوف» المحلية، فإن كلمتي «الشجرة» و«الطب» هي نفس الكلمة. يقول «أرونا فاي»، وهو جالس خارج منزله على كرسي مصنوع من الإطارات «هذه الشجرة جيدة»، لكل من الحيوانات والبشر. وتعلم ابنه صنع أصُص النبات والأثاث من الإطارات من السيد فال –الذي تعلم كيفية القيام بذلك عبر تطبيق يوتيور –وهو يبيعها الآن. خارج منزل السيد فاي، توجد كومة من الإطارات تنتظر التحول إلى كراسي وطاولات.

لكن الظل الذي ألقته إحدى أشجار السيد فال هو النجم الحقيقي للمنزل. «من دون هذه الشجرة، كان الجو حاراً. يقول السيد فاي «كان الأمر صعباً. لكن الحي بأكمله به أشجار الآن. نحن نحمد الله». قد تكون فوائد زراعة الأشجار مفهومة بشكل أكبر على مستوى العالم، لكن ما زال من غير الواضح ما هي أفضل السبل لاستعادة غطاء الأشجار. تواجه العديد من حملات غرس الأشجار في جميع أنحاء العالم مجموعة من المشاكل المحتملة - بما في ذلك نقص التنوع البيولوجي إذا تم زرع نوع واحد فقط، وإمدادات البذور غير الموثوقة، وتعثر الأنواع غير المحلية في مناخات غير مألوفة، وقلة قبول السكان المحليين الذين يحتاجون إليها للحفاظ على الأشجار. غالباً ما يفشل غرس الأشجار في التحول إلى «تنمية الأشجار»، كما تقول «برناديت أراكوي» الباحثة في برنامج الغابات التابع لمعهد الموارد العالمية غير الربحي. لكنها تضيف أن كل هذه التحديات يمكن التغلب عليها بالتخطيط الصحيح. «الكثير من أصحاب المصلحة الناجحين في هذه المنطقة هم أولئك الذين لديهم خطط طويلة الأجل لإشراك المجتمعات المحلية، والتأكد حقاً من أن أياً من الأشجار التي يتم غرسها وزراعتها في نهاية المطاف هي الأشجار التي تريدها تلك المجتمعات»، كما يقول الدكتورة أراكوية، التي تتخذ من كيجالي، رواندا، مقراً لها. وتضيف: «وعادة ما يتم استكمال ذلك أيضاً بالعلم، لأنه لا يتعلق فقط بالنوع الذي يريده الناس، يجب أن تكون الأشجار من الأنواع التي تنمو هناك. لذلك يجب أن يحدث هذين الأمران في الوقت نفسه». يدرك السيد «فال» مخاطر زراعة الأشجار. أحياناً تموت أشجاره بسبب نقص المياه من القائمين على رعايتها أو أن يقوم أطفال صغار بتمزيقها.

السنغال.. شجرة لكل منزل
نيك رول
نيك رول* فوائد زراعة الأشجار مفهومة بشكل أكبر على مستوى العالم، لكن ما زال من غير الواضح ما هي أفضل السبل لاستعادة غطاء الأشجار.

* كاتب أميركي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»