من داخل مصنع للسكوترات الكهربائية والدراجات النارية في ولاية تاميل نادو بأقصى جنوب الهند، تقوم فتيات عاملات في المصنع بتثبيت بعض القطع والأجهزة والمعدات لإكمال إنتاج وحدة مصنَّعة، فيما يبدو مرحلةً متأخرة من أحد خطوط إنتاج المصنع. وتعد الدراجات، النارية والهوائية، وسيلة نقل رئيسة في بلد مثل الهند التي يزيد حجمها الديموغرافي على مليار نسمة وتعاني فقراً في مجال الطاقة الأحفورية، مما يجعل فاتورة وقود وسائل النقل والمواصلات عبئاً مالياً وبيئياً كبيراً. وقد ابتكر الهنودُ دراجاتٍ ثلاثية العجلات تقوم بدور شبيه بدور السيارة في نقل الأشخاص والأمتعة، لكن جديد هذا المجال هو السكوتر الكهربائي الذي انتشر في أنحاء العالم بما فيه الهند الباحثة عن وسائل نقل بلا آثار بيئية ولا أعباء مالية، أي الدراجات والمركبات الكهربائية.   وقد حققت الهندُ خلال الأعوام العشرة الأخيرة قفزةً ملحوظةً في مجال التصنيع، وأحرز اقتصادُها معدلاتِ نمو غير مسبوقة، وذلك في ظل قيادة رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي الذي يستعد لخوض الانتخابات التي تبدأ يوم التاسع عشر من أبريل الجاري. الحياة في المناطق الريفية الأشد فقراً خلال عهد مودي أصبحت أكثر احتمالاً، بفضل برامج الرعاية الاجتماعية التي توسعت، وشملت أكياس الحبوب المجانية، ودورات المياه، وأسطوانات الغاز، ومواد الإسكان.. إلخ. كما أن الكثير من التطورات التجارية والتقنية غيرت حياةَ القرى الهندية، بما في ذلك مصابيح «ليد» والهواتف الذكية الرخيصة وإنترنت الهاتف المحمول المجانية التي أزالت الكثير من الخمول.وتظهر الدراسات الاستقصائية الدولية أن المستهلكين في الهند أصبحوا الأكثر تفاؤلاً، كما يشعر الأجانب بالرضا تجاه «اقتصاد مودي». وتُسارع بنوكٌ عالمية، مثل «مورجان ستانلي» و«جيه بي مورجان تشيس»، إلى رفع وزن الهند في مؤشرات أسهمها وسنداتها العالمية. وفي ظل هذه الأجواء المتفائلة يتحدث مراقبون عن «اقتصاد مودي» بوصفه قصة نجاح حقيقية، ربما يمثل توسع القطاع الصناعي أحدَ جوانبها الأكثر إشراقاً. 
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)