على طريق دمرته الفيضانات المفاجئة، اجتمع هؤلاء الكينيون منتظرين بعض البضائع والمنتجات، بينما يحاول آخرون عبور المياه على طريق «غاريسا-واجير» بمنطقة «معلمين» شمال كينيا. هذا الاضطراب المناخي في شمال كينيا يعد جزءاً من ظاهرة أوسع نطاقاً تطال القرن الأفريقي بسبب هطول الأمطار الغزيرة وما ترتب عليها من فيضانات وانهيارات أرضية، مرتبطة بنمط مناخ النينيو. آلاف المنازل تضررت بسبب الفيضانات التي ضربت ما لا يقل عن 33 مقاطعة من أصل 47 مقاطعة في كينيا؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصاً وتشريد الكثيرين في جميع أنحاء الدولة الواقعة في شرق أفريقيا. وقبل 4 أيام، تحدثت تقارير عن تضرر 80 ألف أسرة كينية بهذه الفيضانات ضمن حصيلة تتزايد يوماً بعد يوم، ما دفع الجهات الحكومية إلى إرسال طائرات مروحية وخدمات طوارئ لتقديم المساعدات وإنقاذ العائلات المعزولة. وفي ظل التقلبات المناخية، توجه الحكومة الكينية السكان بضرورة الحذر في أثناء عبور المناطق التي ضربتها الفيضانات. ويبدو أن منطقة القرن الأفريقي على موعد يتجدد حتى أبريل المقبل مع تداعيات ظاهرة النينيو من جهة وأيضاً ما تركه الجفاف طوال الفترة الماضية من خسائر واضطرابات، وكأن تلك المنطقة تترنح بين خيارات مناخية أحلاها مراً، فإما جفاف يهلك الحرث والنسل أو فيضانات مهلكة تعصف بالبنى التحتية، وتربك حياة الناس، وتبدد سبل عيشهم. (الصورة من (أ.ف.ب)