تنطلق اليوم، الجمعة 17 نوفمبر 2023، فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي بمنطقة الوثبة في أبوظبي، حيث سيشهد المهرجان الذي يستمر حتى التاسع من مارس من العام المقبل 2024، فعاليات ثقافية وترفيهية تعكس الوجه الحضاري للدولة، وتُحيي تقاليد الآباء والأجداد بكل ما تحمله من أصالة وقيم.
ويحظى المهرجان باهتمام كبير، فهو امتداد لإرث القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بضرورة الحفاظ على التراث ونقله للأجيال، وعبَّر عن ذلك في كثير من أحاديثه ولقاءاته التي حددت الأسس والدعائم الراسخة للمجتمع، ومعالم السير نحو المستقبل، وهنا يمكن الإشارة إلى قوله: «إنّ إحياء تراث وتاريخ الجيل الماضي فيه تعريفٌ لأبناء الجيل الجديد، ليتعلم كيف استطاعت تلك الأجيال مواجهة الظروف والتحديات الصعبة كافة».
وفي ضوء الحديث عن الفعاليات التي يقيمها المهرجان، تتصدر «مسيرة الاتحاد» أهم الاحتفالات الوطنية التي تصاحب اليوم الوطني الـ 52 لدولة الإمارات، وتُقام يوم الأحد الموافق 03 ديسمبر 2023. وتُجسِّد هذه المسيرة نموذجاً متفرِّداً للتعبير عن الانتماء والولاء للوطن والقيادة الرشيدة، وتؤكّد معاني الوحدة والتلاحم الوطني بين أبناء دولة الاتحاد.
وتتعدد في المهرجان مظاهر ثقافة التكريم والاحتفاء بالنجاح والإنجاز، وفي مقدمتها جائزة سمو الشيخ منصور للتميز الزراعي، التي تهدف إلى تشجيع المزارعين ودعمهم وتحفيز الأنشطة الزراعية المختلفة، و«سباق جائزة زايد الكبرى للهجن العربية الأصيلة»، الذي يقام بالتعاون مع اتحاد الإمارات لسباقات الهجن، أحد أهم سباقات الهجن في المنطقة.
وانطلاقاً من نهج الدولة في التسامح، سيقيم المهرجان «مسيرة الحضارات»، التي يشهد الزوار خلالها استعراضات لفنون الدول والشعوب، ما يتيح لهم فرصاً له للتعرف على ثقافات الدول المشاركة وفنونها، والاستمتاع بها. كما يؤكد وجود «الشارع الصيني»، الذي يُعدُّ أحد أبرز الأروقة الجديدة هذا العام، عمق العلاقات التي تربط الإمارات بمختلف القوى في العالم، لا في الجانبين السياسي والاقتصادي فحسب، بل في الجوانب الثقافية والفكرية والحضارية والمجتمعية أيضاً. فقد أفرد المهرجان مساحة كبيرة في ساحته لتكون شارعًا صينيّاً حيّاً، بكل تفاصيله ومنتجاته ومفردات حياة قاطنيه، ليتمكن الزوار من استكشاف حضارة الصين.
ويضم المهرجان عدداً كبيراً من الأجنحة والأروقة التي تجذب زائريه، وتحمل إلى جانب المتعة رسائل وقيماً مهمة، ومنها «محمية النوادر» التي تتيح للزوار التعرف إلى بعض نوادر الحيوانات والطيور، وفي الوقت ذاته إدراك أهمية الحفاظ على الحياة البرية، وحماية الكائنات من الانقراض والصيد الجائر.
ولا شك أن تنوع فعاليات المهرجان وتعدد أجنحته بما فيها جناح «ذاكرة وطن»، و«جناح الإنسان والإمارات»، و«جناح العادات والتقاليد»، و«جناح الواحة الزراعية»، إضافة إلى وجود المعارض المتعددة مثل معرض «الخيول العربية الأصيلة»، و«معرض الهجن»، و«معرض السلوقي»، وغيرها، يعكس تركيز الدولة على نشر جوانب عدة من موروثها الثري، وتعزيز حضوره في مختلف المناسبات، وتعميق الوعي به.
إن حرص القيادة الرشيدة على دعم المهرجان في كل عام، والإشراف على تطوير خططه وبرامجه الثقافية المنوعة، جعل منه حدثاً ثقافيّاً يحتفي بالقيم الأصيلة للمجتمع، ويوفر نوعاً فريداً من الترفيه الراقي الذي يجمع الأسر والأصدقاء، ويعزز شعور الترابط والألفة بينهم. ولا شك أن وجود هذا العدد الكبير من الثقافات بين جنبات المهرجان، يمثل ترجمة بليغة لرسالة القائد المؤسس في مد جسور التواصل الحضاري مع شعوب العالم ودوله كافة، عبر التلاقي الفني والثقافي والتراث الإنساني المشترك.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية