انعقدت، يوم السبت الماضي، القمة العربية الإسلامية المشتركة في العاصمة السعودية الرياض من أجل غزة وفلسطين، حيث دعا زعماء الدول العربية والإسلامية في البيان الختامي إلى وقف الحرب على قطاع غزة، ورفضوا رفضاً باتاً توصيف الحرب الإسرائيلية على أنها دفاع عن النفس، كما رفضوا تبريرها تحت أي ذريعة. وإلى ذلك، فقد دانت القمة في بيانها الختامي «جرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري».
وجاء في البيان الختامي المشترك أيضاً أنّ القمة «تطالب مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقفَ العدوان ويكبح جماح سلطة الاحتلال الاستعماري التي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية».
وقد جاءت القمة كاستدارة من الدول العربية والإسلامية إلى فلسطين والقضية الفلسطينية، بعد أن انقسم العرب بشأن أوسلو عام 1993، وبعد أن انحازت الولايات المتحدة إلى إسرائيل بشكل تام في ظل الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فكانت تلك الفترة الصعبة بعد عام 2000، والتي عرفت رحيل الرئيس عرفات، وخروج إسرائيل من قطاع غزة، وسيطرة «حماس» على القطاع.. حيث استفادة إسرائيل من الانقسام الفلسطيني، وعطّلت المفاوضات قبل أن تنهيها حكومات نتنياهو المتعاقبة. 
من أراد أن يفهم ما يجري اليوم يمكنه أن يقرأ هذه الفقرة في كتاب أحد رؤساء الولايات المتحدة الأميركية السابقين، وهو جيمي كارتر الذي يقول في كتابه «فلسطين: السلم لا الميز العنصري»: «هناك عاملان أساسيان ساهما في طول أمد العنف والانتكاسات الإقليمية: موافقة البيت الأبيض هذه السنوات الأخيرة على الأفعال غير القانونية لإسرائيل، مدعمةً من طرف الكونغرس الأميركي، ولامبالاة القادة الدوليين». ويضيف كارتر: «هناك في إسرائيل حوارات اجتماعية وإعلامية لامتناهية حول السياسة التي يجب اتباعها في الضفة الغربية، لكن بسبب قوة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية، نادراً ما تُنتَقَد السياسات الإسرائيلية، كما أن الأميركيين في غالبيتهم يجهلون الأوضاع في المناطق المحتلة». ولهذا السبب يقول كارتر: «استغرب الأميركيون وأثار أغضبهم استطلاع رأي قامت به جريدة International Herarld Tribue، في سنة 2003، حيث استجوبت ما يزيد على 7500 مواطن من الدول الأوروبية، اعتبر أغلبهم أن إسرائيل تشكل بحق تهديداً للسلم والأمن العالميين أكثر من كوريا الشمالية». ولتحقيق السلم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، دعا كارتر في نهاية كتابه إلى احترام الشرعية الدولية وتطبيق قرارات مجلس الأمن، لا سيما القرار 242 (الصادر عام 1967) والقرار 338 (الصادر عام 1973)، أو بمعنى آخر الرجوع إلى حدود عام 1967. وبعد دراسته للقضية الفلسطينية في كل الكتاب، ندد الرئيس الأميركي السابق بمنطق الميز العنصري الذي يمنع كل تطور اقتصادي للفلسطينيين، إذ تتم مصادرة أرضهم وتدمير صروح حضارتهم وعرقلة تطورهم. ما قاله كارتر هو ملخص مخرجات القمة العربية الإسلامية، وهو الواقع الذي تريد سياسات ازدواج المعايير الغربية حجبه، والخروج منه نهائياً هو الحل الوحيد لبناء سلام وأمن دائمين في المنطقة.

*أكاديمي مغربي