تمثل استضافة أبوظبي «المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين لأبحاث التمريض» في الفترة 20-23 يوليو الجاري، وهي المرة الأولى التي يُعقد فيها المؤتمر في منطقة الشرق الأوسط، حلقةً في سلسلة متواصلة من الفعاليات البحثية الطبية التي أصبحت دولة الإمارات مكانًا طبيعيًّا لعقدها بفضل ما توفره من إمكانيات لنجاحها، على النحو الذي يعكس أيضًا الاهتمامَ بتعزيز بيئة البحث العلمي في الدولة بشكل عام، في مجالات مثل الطب والهندسة والتقنيات الحيوية والتكنولوجيا والمعلوماتية.
كما يتسق عقد المؤتمر مع الاهتمام الكبير من جانب الدولة بقطاع التمريض، واستضافة الفعاليات العلمية الخاصة به، تقديرًا لأهميته وتأثيره في رفع مستوى القطاع الصحي ككل، إذ استضافت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، يومي 13 و14 مايو الماضي، «مؤتمرَ صحة الدولي التاسع للتمريض والقبالة»، الذي جمع عددًا كبيرًا من المختصين في التمريض والقِبالة من أجل مناقشة مستجدات القطاع الطبي، وأفضل السبل للاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا والتفكير النقدي في المجال الصحي. كذلك عُقد يومي 2 و3 نوفمبر 2022، «المؤتمر الإماراتي الدولي الثالث للتمريض والقبالة» الذي خُصِّص لبحث أفضل الممارسات المتَّبعة في مهنة التمريض.
وتندرج هذه الجهود العلمية والبحثية في إطار جهود أوسع، توضحه «الاستراتيجية الوطنية للتمريض والقبالة 2025»، ومن أهم ركائزها: ضمان استدامة المهنة وحماية المجتمع والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وضمان تخطيط وإدارة القوى العاملة من الكوادر التمريضية والقبالة من حيث استقطاب واستبقاء الكفاءات في المهنة، وتأهيلها للانخراط في البحوث والممارسات المستندة إلى الأدلة والبراهين، والتي تستجيب للأولويات الصحية الوطنية. وإلى جانب ذلك يَبرزُ الحرصُ على تأهيل كادر وطني رفيع المستوى في التمريض والقِبالة.
وقد وُضِعت البنية الأساسية القوية لتحقيق هدف تأهيل الكادر الوطني من خلال عدد من المؤسسات التعليمية، في مختلف إمارات الدولة، التي تقدم برامج تعليمية متطورة للحصول على بكالوريوس التمريض، وهي: جامعة الشارقة، وجامعة رأس الخيمة للعلوم الطبية، وكليات التقنية العليا، وكلية فاطمة للعلوم الصحية، وجامعة الخليج الطبية، وجامعة ولونغونغ. وتُقدم الدولةُ منحًا تغطي الرسوم الدراسية، والسكن والمواصلات، إلى جانب بدل نقدي مُجزٍّ لتشجيع خريجي الثانوية العامة على الالتحاق بهذه المؤسسات.
وإضافةً إلى ما سبق، تتوالى المبادراتُ التي تُطلقها الجهاتُ المختصة، من أجل استقطاب الكوادر الإماراتية للالتحاق بهذه المؤسسات العلمية، ومن بينها «المبادرة الوطنية لتعزيز جاذبية مهنة التمريض»، التي تَجمع بين جهات تعليمية وهيئات صحية ومؤسسات إعلامية، بحيث تكون مهنة التمريض جاذبةً للعمل من حيث الرقي المهني ورفعة الأداء. وهناك أيضًا مبادرة «نبراس» التي أطلقتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع من أجل تعزيز قدرات كوادر التمريض والقبالة، للمشاركة في الأبحاث العلمية التي تستجيب لأولويات الصحة الوطنية وتسهم في تطوير السياسات والممارسات الصحية والتمريضية، وكلها جهود تقود إلى تحقيق الأهداف الوطنية من خلال العمل المخطط والمدروس، والتعاون بين مؤسسات الدولة المختلفة، في إطار يقينٍ بأن الكوادر الوطنية قادرة على تقديم النموذج الأفضل للعمل في هذا المجال الحيوي.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية