عند الحديث عن القيم يبدأ السلم من أعلى هذه المرة، لتبدأ الخطوات التالية نحو التأكيد على أهمية الأخلاق في خدمة المجتمع وضمان استقراره ونهضته. لكن ماهي القيم؟ القيم تضمن أن لكل إنسان حرية الاعتقاد، تعني حرية المعتقد.

والحقيقة أن هذه الحرية في معناها الكبير والصغير تم العبث بها وتخوينها إن كان مضاداً حيوياً لصورة مرعبة تعني سجالاً أو فكرة منطلقة من أرضية قيم صلبة.

هنا تتآكل الحرية، وتتحول إلى بهلوان عابث في سيرك لا يحترم حرمة الحيوانات أو يقدر معنى الإنسانية، وكأن قربان الحضارة هو نحر قيمة الحرية، التي تكون مصطلحها من احترام الحدود التي تبدأ عندما يحيط الخطر بالآخر. ولعل فهم منهجية تحطيم القيم، يجعلنا دوماً محصنين من خطرها.

إنها منهجية هشة قائمة على الرعب وعلى التأثير المخيف لتوزيع أشجار التقهقر، متوهمة متآكلة وحتى وإن بدت أنها ضخمة ومؤثرة، في حقيقة الأمر هي شبح وهمي صنعته عقول ضعيفة لا تملك فكراً معرفياً وقيمياً صعب الاختراق مهما كانت الأصوات عالية ومزعجة. ثبات الأقدام رغم المزالق المنتشرة فرصة للحياة الحرة، وفرصة أيضاً لتفعيل مصطلح الحرية الحقيقي القائم على قيمة الاحترام لإنسانية الفرد وطبيعته التي لا أجمل ولا أرقى منها. الجميع مدركون لخطر المساس بالقيم، وتأثير ذلك على المجتمعات، والزج بها في أتون سجالات لا طائل من ورائها.

ومن العبث المساس بقيم الحياة الرائعة المبهجة، والخطأ أن من يحاول سيدرك أن ما يفعله ليس إلا عبث يسعى إلى أن يصنع جذوراً بلاستيكية لنكتشف بعدها أنها جذور وهم، وكانت أصغر من أن تعتقد بمجرد وجودها. الحفاظ على القيم يسحب معه كل من يتشبث بالحياة أو يسعى لها سعياً صادقاً لحماية نفسه وأسرته ووطنه.لا شيء يضطرنا للخوض في غابات الانسلاح القيمي وما يتضمنه من نزيف لإنسان الطبيعة.

الأقدام الثابتة هي عنوان المرحلة، وسط الاستهداف العنيف للقيم الأصيلة التي يشهدها العالم، إنها مقاومة للانحدار السلوكي الذي يمس القيم، ومن الضروري عدم الخلط بين الحرية ومنظومة القيم. من المهم جداً تحديد المصطلحات والدفاع عنها، ونشر ما يمكن اعتباره كتاب أخلاق يقول محتواه وبمنتهى الحرية: «حريتك تنتهي عند المساس بحياة الآخرين».

*كاتبة إماراتية