يحتفل العالم في السابع من أبريل كل عام باليوم العالمي للصحة، الذي يمثّل مناسبة للتأكيد على أهمية تطوير منظومة الرعاية الصحية على الصعيد العالمي، وبخاصة في الدول النامية التي يعاني الكثير من سكانها عدم توافر هذه الرعاية أو ضعفها الشديد، ويوافق هذا اليوم ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية عام 1948.
ويحظى اليوم العالمي للصحة، الذي يصادف اليوم الجمعة، بأهمية كبيرة كلّ عام، ففيه يتم تشكيل حملة عالمية، تدعو الجميع، من قادة العالم إلى العامة، إلى التركيز على تحدِّ صحي واحد له أثر عالمي؛ ما يعني أن هذا اليوم يمثل فرصة لبدء عمل جماعي لحماية صحة البشر.
وتحتفي دولة الإمارات بهذا اليوم بشكل خاص، في ظل الأهمية الشديدة التي تُوليها لقضية الصحة التي كانت ولا تزال الأولوية الأولى للدولة منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر عام 1971 على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو ما انعكس في جهود مستمرة من قِبل الجهات المسؤولة لتطوير المنظومة الصحية، وذلك من خلال بناء المستشفيات العصرية المجهّزة بأحدث المعدّات ونشرها في مختلف أنحاء الدولة، واستقطاب أفضل الكفاءات لتقديم خدمة على أعلى مستوى من الرقي والتقدّم، ومدّ مِظلّة التأمين الصحي لتشمل كلَّ مواطني الدولة والمقيمين فيها. 
وتلقَى البنية التحتية القوية، التي تمتلكها دولة الإمارات في مجال الرعاية الصحية، إشادة متواصلة من قِبل المؤسّسات الدولية المعنيّة بالمجال الصحي، وفي مقدّمتها منظمة الصحة العالمية، وهذه المنظومة الصحية المتطورة للغاية التي تمتلكها الدولة مكّنتها من النجاح في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد-19)، التي شكّلت تحدّيًا لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية (1939- 1945). 
ويشهد القطاع الصحي، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ممثَّلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تطويراً مستمراً بهدف الوصول بالخدمات التي يقدّمها إلى أفضل مستوى ممكن، ومن أبرز الجهود في هذا السياق، وضْع وزارة الصحة ووقاية المجتمع خطة شاملة لدمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في الخدمات الطبية، تنفيذًا لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071 لإحداث تحول في مجال الرعاية الصحية المقدَّمة للمرضى.
وممّا لا شك فيه أن هذه الأهمية الكبيرة التي يتمتّع بها القطاع الصحي في دولة الإمارات، إنّما تتأسس على حقيقة جوهرية مفادها أن الإنسان، الذي يحظى بكل رعاية في دولة الإمارات، هو هدف عملية التنمية ومحورها الرئيسي، ويجب توفير أفضل الخدمات التي يحتاج إليها في المجال الصحي وغيره، كي يتمكّن من أداء مسؤولياته على أكمل وجه، وأن يسهم بفاعلية في مسيرة التنمية. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية