إن الاهتمام باستشراف المستقبل وما يحمله من فرص وتحديات، يُعدّ قضية على درجة عالية من الأهمية والخطورة، وتحظى هذه القضية باهتمام خاص في دولة الإمارات، وهي أولوية رئيسية لدى قيادتنا الرشيدة التي يُعدّ الشغل الشاغل لها صناعة مستقبل أفضل للوطن ومنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، وينعكس هذا الاهتمام في الخطط المستقبلية العديدة للدولة، وعلى رأسها مئوية الإمارات 2071 التي تسعى الإمارات من خلالها إلى أن تصبح الدولة رقم واحد على مستوى العالم مع حلول الذكرى المئوية لتأسيسها. 
وتحرص دولة الإمارات بشكل دائم على إطلاق البرامج والمبادرات والحلول الاستباقية المبتكرة، لاستكشاف فرص التنمية ودعم التعاون على المستويين الإقليمي والدولي، من أجل تعزيز مستوى الجاهزية في القطاعات المستقبلية، ولاسيّما تلك المرتبطة بالإنسان، والهادفة إلى توفير أفضل مستوى معيشي له.
ويؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كثيراً على أهمية استشراف المستقبل والاستعداد التام له، على النحو الذي يدعم دور الإمارات في دعم عملية التنمية على الصعيد العالمي، وبناء عالم مزدهر، ومنها قول سموه، بمناسبة انعقاد الدورة العاشرة للقمة العالمية للحكومات الأسبوع الماضي: «نهدف في دولة الإمارات إلى الإسهام في خدمة البشرية لمستقبل أكثر تطوراً ورخاءً وازدهاراً». 
وفي الواقع، فإن سعي الإمارات الدؤوب لبناء مستقبل أفضل، إنّما يندرج ضمن مساعيها التي لا تنقطع للارتقاء بالإنسان وتوفير المستوى المعيشي اللائق به. وتعمل المؤسسات المعنية في الدولة على تعزيز جهود نشر ثقافة استشراف المستقبل، وتعزيز الوعي بالفكر المستقبلي، وأهميته للاستعداد للتحدّيات والمتغيرات المتوقعة، وكيفية التعامل الإيجابي معها. 
وتُعدّ «استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل» التي تم اعتمادها من قِبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2016، ركيزةً أساسية للعمل من أجل مستقبل أفضل، ولتحقيق الطموحات التي تسعى الدولة إلى إنجازها، حيث تهدف إلى الاستشراف المبكر للفرص والتحديات في القطاعات الحيوية كافة في الدولة، ووضع الخطط الاستباقية لها، كما تهدف إلى وضع أنظمة حكومية تجعل استشراف المستقبل جزءاً من عملية التخطيط الاستراتيجي في الجهات الحكومية.
وفي ظِلّ هذا الاهتمام الكبير بالمستقبل، فإن دولة الإمارات تقوم بدور ريادي في صناعته، لضمان مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة لأجيالنا القادمة، وهي تتصدّر السباق لإرساء نموذج تنموي، قادر على التأسيس لمستقبل أكثر ازدهاراً، وتعمل بشكل وثيق ومتواصل في هذا السبيل مع العديد من الدول والمنظمات المعنيّة لاستكشاف وترسيخ فرص النمو والازدهار. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية