بدأت كوريا الشمالية العام الجديد باختبار صاروخ باليستي وإصرار زعيمها، كيم جونج أون، على إحداث «زيادة هائلة» في ترسانة بلاده من الأسلحة النووية في عام 2023، حيث تحقق الدولة تقدماً سريعاً في برنامجها النووي، بينما تظل المفاوضات متوقفة منذ ما يقرب من أربع سنوات.
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية الأحد الماضي، أن كيم دعا بلاده، في ختام اجتماع سياسة حزب «العمال» لمناقشة أهداف عام 2023، إلى «تعزيز» قوتها العسكرية بشكل كبير في مواجهة تهديدات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وتشمل هذه الجهود صاروخاً جديداً عابراً للقارات بغرض إيصال «ضربة نووية مضادة سريعة» وإطلاق أول قمر صناعي استطلاعي في البلاد.
تشير رسالة كيم إلى أن عام 2023 قد يبدو إلى حد كبير مثل عام 2022، حيث يصبح الزعيم الكوري الشمالي أكثر تصميماً بشأن تطوير برنامج بلاده، الذي يعتبره نفوذاً حاسماً مع العالم. في العام الماضي، أجرت كوريا الشمالية عدداً غير مسبوق من تجارب الصواريخ الباليستية، وقامت واشنطن وسيول وطوكيو معاً بتوحيد صفوفها بشكل أكثر صرامة تجاه بيونج يانج.
وأعلن كيم في سبتمبر الماضي أنه لن يكون هناك على الإطلاق نزع للسلاح النووي، ولا مفاوضات ولا ورقة مساومة للتجارة، بغض النظر عن العقوبات الاقتصادية التي يفرضها المجتمع الدولي. ورفضت كوريا الشمالية مبادرات لاستئناف المحادثات ما لم تتراجع واشنطن عما تعتبره بيونج يانج سياسات معادية، وتقوم بتخفيف العقوبات وتقديم ضمانات أمنية. تعترض كوريا الشمالية بشدة على التدريبات العسكرية المشتركة التي تجريها الولايات المتحدة وحلفاؤها، فضلاً عن وجود قاذفات وغواصات أميركية مسلحة نووياً في المنطقة.

تأتي دعوة كيم لزيادة ترسانته النووية في الوقت الذي يبدو أن كوريا الشمالية تغير موقفها منذ عقود من واشنطن وبكين وموسكو. فقد قامت كل من الصين وروسيا بتقريب كوريا الشمالية أكثر من أي وقت مضى، ورفضت الدولتان باستمرار الجهود المبذولة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمعاقبة كوريا الشمالية على تجاربها الصاروخية الباليستية، والتي سمحت لكيم بتحسين قدرات أسلحتها بقوة مع الإفلات من العقاب.

في تصريحاته بعد اجتماع الحزب، أشار كيم إلى أن «هيكل العلاقات الدولية قد تحول على ما يبدو إلى نظام «حرب باردة جديد» وأن الدفع نحو التعددية القطبية قد تسارعت وتيرته، ودعا حكومته إلى «رفع مكانتها الوطنية، والدفاع عن الحقوق الوطنية والحفاظ على المصلحة الوطنية وحماية السلام والأمن الإقليميين».

تصاعدت التوترات في شبه الجزيرة الكورية. وفي تصعيد جديد الأسبوع الماضي، اخترقت طائرات من دون طيار كورية شمالية الحدود لأول مرة منذ خمس سنوات وسارع جيش كوريا الجنوبية للرد بطلقات تحذيرية وأدوات مراقبة خاصة به. كما حلقت إحدى الطائرات من دون طيار على بعد حوالي ساعة بالسيارة من سيؤول، وفقاً لهيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية.

وفي يوم السبت الماضي، أطلقت كوريا الشمالية ثلاثة صواريخ باليستية قصيرة المدى صوب البحر بين شبه الجزيرة الكورية واليابان. وأطلقت يوم الأحد صاروخاً باليستياً آخر. وقالت كوريا الشمالية إنها اختبرت «نظام إطلاق صواريخ متعدد الضخامة للغاية» ذي القدرة النووية يومي السبت والأحد.

وقال كيم إن التهديدات المتزايدة من الجنوب، مثل التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة، «تسلط الضوء على أهمية وضرورة الإنتاج الضخم للأسلحة النووية التكتيكية»، وفقاً لتقرير وسائل الإعلام الرسمية يوم الأحد الماضي. وكرر كيم أن بلاده مستعدة لمواجهة تهديدات كوريا الجنوبية بـ«الأسلحة النووية مقابل الأسلحة النووية».

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينسيج آند سينديكيشن»