تحولت تيفاني لوجنيون من خائفة من الأسلحة إلى «متحمسة للسلاح» في أقل من عامين. بعد انتقالها إلى منزل طفولتها في «ليتل روك» مع طفليها في عام 2016، كانت الأم العزباء غير مطمئنة بسبب التغييرات في الحي.

وبحلول عام 2020، لم تعد وسائل الحماية التي تتمتع بها (كلبها، ورش الدفاع الذاتي، ونظام إنذار) تبدو كافية. لذا قررت شراء مسدس. في أركنساس، لم يكن يتعين عليها الحصول على تصريح لشراء مسدس. لكنها أرادت التأكد من أنها تستطيع استخدام مسدس بأمان قبل شرائه، لذلك تقدمت بطلب للحصول على تصريح. تُعد لوجنيون واحدة من عدد متزايد من النساء اللائي اقتنين أسلحة على مدار العامين الماضيين،

ويقول المحللون إن هذا الارتفاع يغذيه الشعور المتزايد بالاضطرابات السياسية والاجتماعية منذ بداية الوباء. وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2021 أن النساء يمثلن نصف المشترين للأسلحة الفردية بين عامي 2019 و2021، وأن مالكي الأسلحة الجدد كانوا على الأرجح من الإناث.

وبينما كان الرجال يهيمنون على النقاش حول السيطرة على الأسلحة في الولايات المتحدة، قد تكون لدى النساء قريباً القدرة على تشكيل هذا النقاش. وتتوقع جينيفر كارلسون، الأستاذة المساعدة في جامعة أريزونا، والتي تبحث في تأثير الأسلحة النارية على الحياة الأميركية، أنه إذا استمر الارتفاع في عدد النساء اللائي يمتلكن أسلحةً، فقد يكون لذلك «تأثير كبير» على الشكل الذي ستبدو عليه منصة حقوق حيازة السلاح.

وقالت كارلسون: إن الرابطة الوطنية للبنادق حاولت منذ عقود عدة زيادة ملكية الأسلحة النارية بين النساء. لم تحقق هذه الجهود نجاحاً يذكر، فبين عامي 1980 و2014 امتلك ما بين 9 و14% من النساء سلاحاً نارياً شخصياً. لكن هذا الرقم ارتفع في السنوات الأخيرة: فقد أظهر استطلاع أجرته مؤسسة «بيو» عام 2021 أن 22% من النساء ذكرن أنهن يمتلكن سلاحاً، مقارنةً بـ39% من الرجال.

وأوضحت كارلسون أن «الوباء خلق فجأةً هذا السياق من انعدام الأمن والفوضى وعدم اليقين، لتصبح البندقية عنصراً للشعور بالأمان». وتقول لارا سميث، المتحدثة باسم نادي Liberal Gun Club، وهو مجموعة من 25000 مالك أسلحة يميلون إلى اليسار، إن النساء يملن إلى تأييد زيادة سلامة السلاح. ويقول الخبراء، إن المواقف تجاه قوانين الأسلحة ربما تكون قد تغيرت في السنوات الأخيرة، وإن السيطرة على الأسلحة بشكل عام ليست قضية ذات أولوية عالية بالنسبة للنساء كما هو الحال بالنسبة للرجال. وتظهِر الأبحاثُ أيضاً أن كونكِ أماً لا يؤثر على مشاعر المرأة بطريقة أو بأخرى. 

آن برانيجين*

*صحفية متخصصة في قضايا النوع الاجتماعي،

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»