يُنظَر إلى قرار وزارة الموارد البشرية والتوطين «حظر العمل وقت الظهيرة»، والذي يبدأ سريانه من 15 يونيو الحالي وحتى 15 سبتمبر المقبل، بشأن تأدية الأعمال في الأماكن المكشوفة من الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا وحتى الساعة الثالثة من بعد الظهر، بوصفه خطوة رائدة تهدف إلى الحفاظ على حياة العمال وصحتهم وسلامتهم المهنية. ومنذ 17 عامًا، وتحديدًا في عام 2005، يُسجَّل لدولة الإمارات العربية المتحدة السبق من بين دول المنطقة في تطبيق قرار يحظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس، وذلك في إطار اهتمامها بتوفير بيئة عمل ملائمة ولائقة بالعمال، من خلال حمايتهم من التعرض لأشعة الشمس المباشرة والإجهاد، الناجمَيْن عن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.

وأثبتت القوانين العُمّالية التي تنتهجها الدولة، والتي تتسم بالمرونة والحداثة، أن الإمارات ستبقى توفّر لكل العاملين على أرضها، وسائل وأدوات تمكّنهم من العيش بطمأنينة واستقرار، بما يسهم في تعزيز إنتاجية السوق، ويوفّر لهم مظلة من العدالة والمساواة التي تنسجم مع المبادئ الدولية الخاصة بهذا الشأن.

وتؤكد دولة الإمارات على الدوام قدرتَها في توفير بيئة آمنة ومستدامة للعمل والعمال، ترسخ مكانتها العالمية في الأعمال، وتعزز موقعها الاستراتيجي الفاعل في الاقتصاد العالمي، وذلك عبْر سياسات تجعل صاحب العمل شريكًا في توفير وسائل الوقاية المناسبة لحماية عماله من أخطار الإصابات المهنية وأخطار الحريق، وسائر الأخطار التي قد تنجم عن استخدام الآلات، فضلًا عن مسؤوليته في توفير صناديق للإسعافات الطبية وتدابير النظافة، من إنارة وتهوية وغرف طعام ومياه صالحة للشرب.

وإضافة لذلك، فإن قانون العمل الإماراتي يتضمن مجموعة من الأحكام التي تُراعى من خلالها سلامة العمال وتحفظ حياتهم. كما تقوم وزارة الصحة ووقاية المجتمع بوضع ضوابط وشروط صحة وسلامة العاملين في جميع مواقع العمل، وتواصل متابعة نُظُم السلامة والصحة المهنية، إضافة لوضع شروط وضوابط اللياقة الصحية لمزاولة العمل.

لقد راعت دولة الإمارات، عبر التشريعات والإجراءات الخاصة بالصحة والسلامة المهنية، ضرورة توافقها مع القوانين الدولية ذات العلاقة، سعيًا إلى بناء ثقافة إيجابية للسلامة والصحة لدى العمال وأصحاب العمل، تعزز الحق في بيئة عمل آمنة وصحية، وتشجّع على إدماج جميع الأطراف في التحسين المستمر للسلامة والصحة المهنية، وترسخ تلك الثقافة لدى العمال، وتسهم في إيجاد حلول فاعلة ومستدامة للتحديات التي تواجههم في مكان العمل، وتعزيز أدوات الوقاية من الحوادث والأمراض، عبْر أنظمة إدارة تتمكن من إدارة المخاطر الخاصة بالأعمال الخطرة أو المعقّدة.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.