رقم قياسي سجلته زيارات المعرض، والتي تجاوزت 22 مليون زيارة منذ افتتاحه في شهر أكتوبر 2021، وعبر منصة (لايف من إكسبو) وصل عدد الزيارات إلى 197 مليون زيارة مدفوعة، كانت قد نقلت مجموعة من الفعاليات الترفيهية، وهو ما يعكس قدرة الإمارات على توفير كافة مقومات إنجاح أي حدث.
كان المعرض بمثابة إعلان عن بدء عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، وفيه تم عرض نحو 32 ألف فعالية، شملت مشاركات لقادة دول، ومشاهير الرياضة، ونجوم الفن. ما قدمه المعرض لم يكن مجرد فعاليات عابرة، إذ أن أجندته اليومية والأسبوعية لم تخل من فعاليات تنسجم مع قضايا اللحظة، ومن بينها الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي صادف 8 مارس، كما شكّل المعرض منصة عالمية لتبادل الرؤى والخبرات، وواصل التركيز على جوانب عرض أحدث الابتكارات في مجال العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب استعراض قضايا حماية البيئة والمناخ وخطر الاحتباس الحراري، فيما ناقشت قمة المعرفة التي أقيمت في شهر مارس قضايا التنمية والاقتصاد ومكافحة الفقر، وبحثت في أبرز الحلول لحماية الأشخاص الأكثر ضعفاً من أزمات الصحة العقلية خلال الجوائح وبعدها.
ليست بعض الفعاليات العالمية هي التي حضرت المعرض فقط، إذ كان للفعاليات العربية حضور فيه، ومن بينها الاجتماع العربي للقيادات الشابة الذي انطلق بالتزامن مع القمة العالمية للحكومات. إضافة إلى ذلك قدم المعرض منتديات مبتكرة، وفنون عمارة مذهلة، وأطعمة، وحفلات موسيقية وفنية أسهمت في تقديم فنون الشعوب من الشرق والغرب، والتي تفاعل معها الجمهور، الأمر الذي عكس القواسم المشتركة بين بني البشر.
وحتى الأمتار الأخيرة ظل إكسبو دبي يحمل تجارب وأنشطة أبهرت الحضور، ظلت حاضرة حتى ساعاته الأخيرة، وقبل إسدال الستار على فعالياته التي شاركت فيها 192 دولة وعشرات المنظمات التي تنافست في تقديم ما لديها من محتوى بغرض عرضه للزائرين في إطار من التفرد والتميز، وبذلك يكون إكسبو دبي قد جمع بين العلم، والثقافة، والتعليم، والترفيه، ليحقق إنجازاً جديداً للإمارات، وسبقاً لها في إقامة الفعاليات العالمية، وتكريساً لحضورها كعلامة فارقة في تاريخ المعارض عموماً وإكسبو على وجه الخصوص. من حيث التنظيم والعرض والتقديم.
في مكان واحد من العالم، وفي أكثر الأوقات شدة وصعوبة، يحقق معرض إكسبو دبي 2020 ما لم يحققه إكسبو آخر في أي دولة من الدول التي سبقت دبي بتنظيمه، وهو ما يؤكد ريادتها في هذا المجال، وهو الأمر الذي شهد به القاصي والداني.. القاصي الذي حضر افتراضياً، والداني الذي كان بيننا وشهد بعض ما قدمه إكسبو دبي.
لا شك أن الإمارات حريصة على ترسيخ قدرتها على إنجاز الفعاليات مهما كان حجمها وبلغت أهميتها، وهذا جزء من استراتيجيتها لتسويق تميزها كبلد آمن لديه بنية تحتية هي من بين الأكثر تميزاً على مستوى العالم، وتلك حقيقة باتت معروفة ومثبتة في التقارير الاقتصادية والتقارير الخاصة برفاه الشعوب.
إن رغبة الدول – أياً تكن – في صناعة المستقبل تتطلب منها أن تكون بالفعل قادرة على ذلك، إدارةً وتنظيماً وتقديماً، وبالشكل الذي يضمن تحقيق الاستدامة والحفاظ على الموارد. ولهذا فأغلب الظن أن ما بُني في معرض إكسبو لن يذهب مع الريح، إذ لا بد أن له فوائد أخرى. ومن يدري فقد تتحول أجنحة المعرض وصالات عرضه وقاعاته إلى متحف دائم، وقد يكون نواة لمشاريع أخرى. إن العقل البشري لا حدود له، ونقطة ماء صغيرة قد يتم تحويلها إلى نهر يجلب معه المزيد من النماء.