في كل الأزمات التي شهدها العالم منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت الإمارات سندًا وعضدًا ومسهمًا فاعلًا في تخفيف وطأتها وآثارها على الشعوب، ولاعبًا مؤثّرًا في صوغ واقع أفضل للإنسانية، ومستقبل أكثر إشراقًا لأجيالها المقبلة، ذلك أنها آمنت بعمق بحق الإنسان بأن يعيش حياة كريمة مستقرّة، وبأن النزاعات والصراعات لن تعود عليه إلا بالويلات والبؤس والشقاء.
هذا النهج الراسخ الذي لم تَحِد عنه إمارات الخير والسلام عَبْر تاريخها المشرّف، أسس له طيب الذكر المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال اتباع سياسة قامت على نشر السلام والدعوة له، والعمل على إفشائه بين الشعوب والأمم، ونبذ الفرقة والخلاف، وكل ذلك لتحقيق هدف سامٍ هو حقن الدماء ومنع إراقتها، وصون حرمة النفس البشرية في كل مكان، سواء على مستوى الوطن العربي أو العالم.
ومن نافلة القول، إنّ جنوح الإمارات إلى السّلم، وسعيها إلى مدّ جسور التعاون والتكامل بين أمم الأرض ليس نابعًا من فراغ، ولا هو وليد الصدفة، وإنما هو نتيجة طبيعية لحرص لا حدود له من السلف والخلف، على أن تكون هذه الأرض الطيبة موئلًا يجتمع فيه كل من يحب الحياة ويطمح إلى العيش الكريم، من دون أي اعتبار للونه أو عرقه أو معتقده أو لغته، وعلى قاعدة جامعة موحِّدة هي الأخوة في الإنسانية والبحث عن المشتركات وتجاهل الفروقات، حتى صارت الإمارات مضرب المثل في التسامح والإخاء والعيش المشترك وقبول الآخر. 
لقد انعكس ما تنعم به دولة الإمارات من استقرار ورخاء على سياستها الخارجية أيضًا، وتجلّى من خلال دعوتها الدائمة إلى إنهاء الأزمات التي تهدد الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وإلى حلّ الخلافات بلغة التفاهم والتعاون، وهو ما أكّدته مجددًا أول من أمس في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما دعت إلى حشد الدعم والزخم الدوليين لحل النزاعات، وأعادت تأكيد استمرار دعمها للجهود الأممية الدولية التي تهدف إلى تحقيق تقدم ملموس في منطقة الشرق الأوسط، وإحلال السلم في اليمن وليبيا وسوريا، ودعت إلى ضرورة ضمان خلوّ منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وضرورة خفض التصعيد ومواجهة التحديات في العديد من الدول حول العالم.
رسالة سلام تحملها الإمارات، وتسعى إلى أن تعمّ أرجاء المعمورة كلّها، وتطمح إلى أن يخلو هذا العالم، يومًا ما، من الصراعات والحروب، لتسود قيم الأخوة الإنسانية في العلاقات بين الدول والشعوب المختلفة. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية