خلية عمل لا تهدأ تعجّ بالحركة الدؤوب، والإبداع في كل شيء، والنشاط الذي لا يعرف الكلل ولا الركون، هو واقع حكومة دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث الجديد كل يوم في مساعيها لتجسيد تطلعات ورؤى القيادة الرشيدة، وتحقيق طموحات الوطن في أن يكون الأفضل على مستوى العالم، وأن يتصدّر قوائم النهضة والتقدّم، وأن يحفظ لإنسانه ما تحقق له من سعادة.
إنها تسابق الزمن وتكاد تسبقه في كل ما يتعلق بالمستقبل والاستعداد له، واتخاذ كل ما يلزم لضمان استيعاب كل مستجداته، وتوفير جميع متطلباته، وهي لا تتردد في توفير مستلزمات التفوق والمحافظة عليه، ليس على قاعدة المغامرة والمجازفة، بل وفق حسابات مدروسة بدقّة، ولا تترك للمصادفة فرصة، لأنها تريد أن تأتي النتائج كما تستحقها الإمارات.
وهي تحثّ الخطى مع دخول الخمسين الثانية للإمارات ضمن مئويتها الأولى التي تريد أن تكون أفضل دولة في العالم بحلولها، في عام 2071، نحو العبور إلى المستقبل، والتحوّل إلى اقتصاد المعرفة، وذلك وفق محورين أساسيين حددتهما سلفًا، هما: تعزيز مستوى تدريس العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، ولاسيما في مجالات الفضاء والهندسة والابتكار والعلوم الطبية والصحية، ورفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد الوطني، ودعم الشركات الوطنية للوصول إلى العالمية، والاستثمار في البحث، والتطوير في القطاعات الواعدة.
ولأنها تدرك أنّ تحقيق ما تصبو إليه يعتمد بالدرجة الأولى على سواعد وعقول أبنائها، الذين لا بدّ لهم من استيعاب التقنية بكل قفزاتها وطفراتها وتطويعها، ومن ثمّ توطينها، فقد حرصت الإمارات، دولة وقيادة وحكومة، على انتهاج الإبداع والابتكار وتبنّيه، باعتباره السبيل إلى امتلاك ناصية التكنولوجيا، ومن ثمّ القدرة على المنافسة في مجالاتها المختلفة، وبدأت إعداد شبابها لهذه المهمّة عبر تنمية جيل من المخترعين والعلماء الإماراتيين، ودعم إسهامهم في تطور العلوم والتقنية، وكذلك جذب الكفاءات والقدرات المتميزة وتوطينها ومنحها الفرصة للمشاركة في تجربة ألهمت، ولا تزال، وستظل تلهم العالم معاني النجاح.
في هذا الإطار، وضمن هذه الرؤية الرائدة، يأتي إطلاق «البرنامج الوطني للمبرمجين»، الذي سيتمّ من خلاله منح 100 ألف إقامة ذهبية لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع والشركات الناشئة والمتخصصة في مجال البرمجة، ليؤكّد أن الإمارات ستظل على الدوام قِبلة لأصحاب الطموح بلا حدود، وأنها ستواصل الارتقاء من قمة إلى قمّة، لأنها لا ترضى إلا بالقمم، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية