كانت السقطة الأخيرة لوزير الخارجية اللبناني شربل سقطة مريعة هوت به إلى مستنقع سحيق يعكس طبيعة الوضع الذي يمر به لبنان بسبب أحزابه وساسته من أمثال شربل نفسه، ممن أوصلوا «بلد الأَرز» إلى ما نرى عليه أهله اليوم من تقاتل وتصارع على لقمة العيش، وهو البلد الذي كان في يوم من الأيام «سويسرا الشرق». 

وإذا كان الوزير شربل قد أساء لدول الخليج بتصريحاته غير المسؤولة، فليعلمنا ماذا فعل هو لبلده وأبناء بلده؟ ورغم أنه لا يستحق الرد أو التعليق عليه، وذلك من واقع ما أنجزه لبلاده طوال مسؤوليته في الوزارة، نقول بأن المقارنة هنا مع ما قدمته دول الخليج لشعوبها من تقدم اقتصادي وازدهار حضاري مقارنة ظالمة. إن أمثال شربل، وبناءً على قاموس التقدم والتحضر، لا يحق لهم الحديث بكلمة واحدة إذا ما رأينا واقع بلادهم البائس بسبب سياسات حكومتهم وأحزابهم التابعة للخارج.. مقابل ما نراه في دول الخليج التي وصلت بإنجازاتها إلى الفضاء وأطلقت المسبارات والأقمار الصناعية إلى أرحب الآفاق في السماء العالية.. في حين لا يزال كثير من العرب يرزحون في الأعماق، ما بين الجهل والفساد والتبعية لقوى إقليمية! إن دول الخليج التي نالها شربل بسقطته حققت أعلى معدلات دخل لمواطنيها، ووضعت نفسها في مصاف الدول المتقدمة من حيث مستوى المعيشة ودرجة الرخاء والازدهار، ووصلت إلى مرحلة عدم وجود مَن يحتاج للمساعدة في بلدانها لتقدمها له.. وتوجهت بالمقابل لتقديم المساعدة والغوث لمن يحتاجهما خارج حدودها، في لفتات إنسانية لا تتوقف.. وسخرت كل إمكاناتها لخدمة مواطنيها وتحقيق أعلى معدلات الرفاهية. 

دول الخليج التي يتطاول عليها شربل حققت أرقى وأرفع الإنجازات لصالح شعوبها على مختلف الأصعدة، بل تجاوزت ذلك إلى السعي نحو تحقيق التقدم لشعوب ومجتمعات أخرى في أنحاء المعمورة. إن دول الخليج التي نالها شربل بحديثه البائس مصنَّفةٌ ضمن أعلى التصنيفات العالمية في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
لا أريد الرد هنا على شربل، لأن هناك مَن قاموا بالرد عليه من داخل محيطه.. لكن أساساً التأكيد على إنجازات دول الخليج وما حققته في جميع المجالات. حفظ الله دول الخليج العربي وقادتها الذين أوصلوها إلى أعلى مستويات التقدم والرقي. وتبقى الأخوّة بين شعوب الخليج والشعب اللبناني ثابتة ومتينة رغم أنف الساعين لتخريبها بقصد أو من دون قصد. 

 


*كاتب كويتي