الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الرئاسي اليمني»: «الحوثي» شريك غير جاد في عملية السلام

جانب من لقاء رئيس مجلس القيادة اليمني وممثل الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي (من المصدر)
29 ابريل 2024 01:01

أحمد شعبان (عدن، الاتحاد)

أكد مجلس القيادة الرئاسي اليمني صعوبة الوصول إلى سلام مستدام، في ظل عدم وجود شريك جاد يغلِّب مصالح الشعب اليمني، لافتاً إلى تداعيات هجمات الحوثي وطنياً وإقليمياً على الأوضاع المعيشية للشعب اليمني، وعلى شعوب المنطقة، والأمن والسلم الدوليين.
جاء ذلك خلال استقبال رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أمس، الممثلَ الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل. وتطرق اللقاء إلى المستجدات المحلية، والتدخلات الأوروبية المطلوبة لتخفيف المعاناة الإنسانية التي صنعتها جماعة الحوثي، إضافة إلى التطورات الحالية في المنطقة، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالعلاقات الثنائية والجماعية مع دول الاتحاد الأوروبي، وبالموقف الثابت للاتحاد إلى جانب الشعب اليمني وشرعيته الدستورية وحقه في استعادة مؤسسات الدولة وإرساء الأمن والسلام وتحقيق التنمية.
ووضع رئيسُ مجلس القيادة الرئاسي المفوضَ الأوروبيَّ في صورة الأوضاع اليمنية ومستجداتها، وانتهاكات جماعة الحوثي الجسيمة لحقوق الإنسان، وهجماتها على المستويين الوطني والإقليمي، وتداعياتها على الأوضاع المعيشية والاقتصادية للشعب اليمني وشعوب المنطقة، وعلى السلم والأمن الدوليين.
 وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي حرصَ المجلس والحكومة على السلام الشامل والعادل القائم على المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وعلى وجه الخصوص القرار الأممي رقم 2216. وأشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى صعوبة الوصول إلى السلام المستدام في ظل عدم وجود شريك جاد يغلّب مصالح الشعب اليمني، كما تطرق لتباطؤ المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات حازمة لتجفيف مصادر تمويل وتسليح الجماعة الحوثية.
 ومن جانبه، أكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن هذا اللقاء يمثل رسالة دعم قوية لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنيين، وشدد على تقديره البالغ لتعاطي المجلس مع جهود ومبادرات السلام، مما يعكس شعوراً عالياً بالمسؤولية تجاه الشعب اليمني وحرصاً جلياً على تخفيف معاناته التي طال أمدها. وأكد بوريل حرص الاتحاد الأوروبي على أمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، ودعم كافة الجهود الرامية لتحقيق السلام في البلاد، بما في ذلك تعزيز دور الحكومة اليمنية في السيادة على مياهها الإقليمية.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون لـ«الاتحاد» أهمية التعاون بين الحكومة اليمنية والمفوضية الأوروبية للتوصل إلى تسوية وعودة الهدوء وإنهاء الصراع، وقال المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالملك اليوسفي، إن الرئيس رشاد محمد العليمي لديه رؤية واضحة لصالح الاستقرار وتحقيق السلام، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي بأيديولوجيتها القتالية تهدد الاستقرار، وبالتالي فكل الخيارات متاحة من أجل الوصول للسلام الذي ينشده الشعب اليمني الذي عانى حرباً طويلة استمرت 10 سنوات. وأوضح اليوسفي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن مجلس القيادة الرئاسي مجلس سلام، وصناعة السلام لن تأتي إلا من خلال عملية سياسية، لافتاً إلى أن مجلس القيادة تعاطى مع كل المبادرات بإيجابية نحو الوصول إلى تسوية سياسية تفضي إلى عودة الهدوء وإنهاء الصراع. وأضاف اليوسفي أن التحدي الأهم في مسار السلام يتعلق بجماعة الحوثي وأفكارها المتطرفة، وبالتالي يظل خيار استخدام القوة والضغط المسلح خياراً قائماً.
ومن جانبه، ذكر الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، أنه منذ عامين ونحن نتحدث عن خيارات السلام، لكن جماعة الحوثي كلما تنتهي أزمة تبتدع مأزقاً جديداً، لأنها تعيش على الاضطرابات وتتغذى على الأزمات، موضحاً أن اليمن كان قاب قوسين أو أدنى من التوقيع على خريطة طريق للسلام، لكن الحوثي اصطنع مشكلةَ البحر الأحمر وخليج عدن باستهداف السفن التجارية تحت ذرائع وادعاءات واهية.
وقال الطاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الحكومة الشرعية تتحدث عن خيارات السلام، لكن غياب النوايا السلمية على الجانب الآخر قد يدفع الحكومة في لحظة ما للحزم العسكري. ويرى الطاهر أن الحوثي يريد إطالة أمد الصراع في اليمن، وبالتالي الضغط على الحكومة للتنازل وتسليم الأراضي اليمنية للجماعة، وطالما هناك مباحثات وتنازلات فلا يوجد في قاموس الحوثي شيء اسمه السلام، مؤكداً أن الحل الأمثل هو الضغط على الجماعة لاستقدامها إلى طاولة الحوار. واستشهد الطاهر بتجربة ديسمبر 2018 عندما تقدمت القوات اليمنية إلى الشريط الساحلي، وحررت محافظة الحديدة، وكادت تسيطر عليها بصورة كاملة، ففي ذلك الوقت اضطر الحوثي للجلوس إلى طاولة الحوار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©