عدد اليوم
حسن الورفلي (القاهرة)
حققت اجتماعات التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي عقدت خلال الساعات الماضية اختراقاً حقيقياً لأول مرة عقب توسيع صلاحيات الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس «الموساد» ديفيد برنياع، وذلك بعد تقديم الجانبين المصري والأميركي مقترحاً جديداً في المفاوضات يتضمن مراحل عدة، وصولاً لوقف إطلاق نار شامل.
وأكد مصدر فلسطيني مطلع على المباحثات لـ«الاتحاد» أن المقترح الأميركي والمصري الجديد يتضمن عودة النازحين المدنيين من جنوب رفح إلى شمال غزة، وعدم قيام إسرائيل بتفتيش العائدين على أن تفتح شارعي «الرشيد وصلاح الدين»، وتتمركز قواتها على بعد 500 متر منهما، بالإضافة إلى زيادة حجم المساعدات الإنسانية إلى 500 شاحنة يومياً، ويتم توزيعها على مناطق القطاع كافة، بما فيها المناطق الشمالية، وإفراج إسرائيل عن 900 معتقل فلسطيني، بينهم 100 من ذوي أحكام المؤبد مقابل الإفراج عن 40 رهينة إسرائيلية محتجزة لدى الفصائل الفلسطينية.
وأوضح المصدر أن المرحلة الثانية تنص على ضرورة إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين كافة، والعودة إلى الهدوء التام، ووقف العمليات العسكرية في غزة، مشيراً إلى تمسك الوسطاء بضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وتجميد الأعمال العسكرية كافة.
وأشار المصدر إلى أن الوسطاء ينتظرون رداً من إسرائيل والفصائل لإعلان هدنة إنسانية مؤقتة لمدة 3 أيام خلال أيام عيد الفطر المبارك يتم خلالها وقف العمليات العسكرية كافة، والتفاوض حول صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين لإنجازها في أقرب وقت ممكن، لافتاً إلى دعم الجانبين الأميركي والقطري للمقترح المصري الخاص بالهدنة الإنسانية المؤقتة، باعتبارها خطوة أولى لبناء جسور الثقة.
وكانت مصادر إعلامية مصرية قد أكدت أن مباحثات القاهرة حققت توافقاً على المحاور الأساسية بين الأطراف كافة حول اتفاق التهدئة في قطاع غزة وتبادل الرهائن، مشيرةً إلى مغادرة الوفد الأميركي والإسرائيلي والقطري للقاهرة، وكذلك وفد الفصائل، على أن تستمر المشاورات خلال الـ48 ساعة القادمة للتوافق على بنود الاتفاق النهائي.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر مطلع على مفاوضات القاهرة، أن المحادثات الأخيرة كانت مهمة للغاية، مشيراً إلى مقترح أميركي يشمل تسليم إسرائيل أسماء المحتجزين الأحياء مسبقاً.
وأوضح المصدر أن إسرائيل مضطرة إلى إبداء مرونة كبيرة بشأن عودة المدنيين إلى شمال غزة، حيث ستسمح بعودتهم إلى منازلهم دون إجراءات تفتيش حال تم التوصل لاتفاق مع الفصائل الفلسطينية.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن معظم وزراء مجلس الحرب الإسرائيلي وافقوا على المقترح الأميركي المتعلق بتبادل الأسرى، وتقديم مرونة بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، لافتةً إلى رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إبداء أي موافقة إلا بعد تسلم رد رسمي من الفصائل الفلسطينية في غضون الأيام المقبلة.
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن إسرائيل وافقت على استخدام ميناء أسدود لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، معلنة ترحيبها بإعلان الجيش الإسرائيلي إنشاء لجنة فك اشتباك للتنسيق مع منظمات الإغاثة الإنسانية في غزة.
