الأحد 28 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانتخابات الأميركية مهددة بغياب المناظرات «المتلفزة»

عامل يقوم بإعداد قاعدة التصويت انتظاراً لوصول الناخبين في ميامي (أ ف ب)
20 مارس 2024 02:40

دينا محمود (واشنطن، لندن)

للمرة الأولى منذ أن أصبحت المناظرات بين المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة جزءاً ثابتاً من مشهد السباق الانتخابي هناك؛ قد تغيب تلك السجالات الكلامية هذه المرة، عن عشرات الملايين من الأشخاص، الذين يحرصون على متابعتها بشغف، على شاشات الشبكات التلفزيونية المختلفة، كل 4 سنوات.
فحتى هذه اللحظة، لم تؤكد حملة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، بوضوح التزامها بالمشاركة في أي مناظرة مع سلفه دونالد ترامب. 
ولا يزال الكثيرون يتذكرون الأجواء الفوضوية، التي سادت إحدى المناظرات التي جمعت بين الرجليْن، في غمار تنافسهما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
أما ترامب فقد استبق حسم المنافسة رسمياً داخل الحزب الجمهوري على تمثيله في المواجهة الانتخابية المقبلة، بدعوة الرئيس الحالي علناً لمناظرته، وهو ما قابله بايدن بالسخرية من منافسه المحتمل، قائلاً إنه لا يجد ما يفعله، سوى إطلاق مثل هذه التصريحات.
غير أن الملياردير الجمهوري نفسه لم يبد متحمساً لآلية المناظرات، عندما تعلق الأمر بمواجهة منافسيه الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية. فهو لم يشارك في أيٍ من المناظرات التي ضمت هؤلاء المترشحين بل دعا أيضاً إلى إلغائها، وسط خلافات متواصلة بينه وبين اللجنة الوطنية للحزب، المسؤولة عن الأمور التنظيمية الخاصة به.
ورغم أن موقف المرشحيْن المحتمليْن للسباق الرئاسي، الذي يبدو مبهماً حيال مسألة خوض مثل هذه المناظرات، قد يتبدل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإن من المحللين من يرون أنهما قد لا يرحبان كثيراً، بالوقوف أمام الكاميرات والتبارز كلامياً، كما اعتاد كل من تنافسوا على المنصب السياسي الأرفع في الولايات المتحدة منذ عام 1976، حينما فاز بالاقتراع الديمقراطي جيمي كارتر، مُتغلباً على غريمه الجمهوري جيرالد فورد.
فاعتباراً من اقتراع ذلك العام، أصبح تنظيم ثلاث مناظرات متلفزة بين طرفيْ الانتخابات الرئاسية الأميركية حدثاً معتاداً، وذلك بعد 16 عاماً كاملة، من إجراء أول سجال من هذا القبيل قبيل مواجهة عام 1960، بين المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون وغريمه الديمقراطي جون كينيدي، الذي فاز بالمنصب آنذاك.
ومع أن هذه المناظرات ليست إلزامية، فإنها دوما ما تشكل -بحسب محللين سياسيين في واشنطن- اختباراً تقليدياً شبه إجباري للمرشحين، يرغب كل منهم في اغتنامه، للظهور في أفضل صورة، ودفع منافسه في الوقت نفسه، لارتكاب أخطاء أو حماقات، من شأنها تقويض ثقة الناخبين المحتملين، في كفاءته لتولي السلطة في الدولة الأكبر في العالم.
ولهذا السبب تحديداً، لا يستبعد المحللون الأميركيون، أن يتجنب بايدن وترامب، خوض تلك المناظرات المتلفزة خشية الوقوع في زلات لسان، أو مواجهة أسئلة محرجة، قد لا تسهل الإجابة عليها.
عمليات تلاعب
ويشدد المحللون، على أن أهمية التمسك بإجراء هذه المناظرات، تتزايد في العصر الحالي، في ظل ما يسوده من عمليات تلاعب باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يستلزم من المرشحين الظهور أمام ناخبيهم بشكل مباشر، وإظهار قدراتهم، والتعبير عن توجهاتهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©