السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المنظمات الإرهابية تستغل إغلاق مسارات الهجرة الشرعية

الهجرة المنظمة تعزز جهود إرساء الاستقرار (أرشيفية)
20 أكتوبر 2023 02:23

دينا محمود (لندن)

«أوروبا أو الموت».. شعار بات يرفعه كثير من الراغبين في الهجرة من دول الجنوب الفقيرة، إلى البلدان الواقعة في النصف الشمالي من العالم، وذلك في ظل تقلص السبل التي تتيح لهم القيام بذلك على نحو قانوني. 
ويتركز عدد كبير من هؤلاء الأشخاص، في دول إفريقيا جنوب الصحراء، ومنطقة الساحل المضطربة الواقعة غربي القارة، والتي أدت القلاقل السياسية والأمنية الراهنة فيها إلى جعلها معقلاً للجماعات المتشددة التابعة لتنظيميْ «داعش» و«القاعدة» الإرهابييْن، وذلك جنباً إلى جنب مع عصابات الاتجار بالبشر.
ويحذر مراقبون وخبراء في شؤون الهجرة، من أن إغلاق الطرق القانونية التي تتيح الفرصة للدخول بشكل مشروع إلى الدول الأوروبية، ربما يدفع الراغبين في ذلك، إلى الاستعانة بالإرهابيين أو مهربي البشر، لمد يد العون لهم على هذا الصعيد، وهو ما يدر على الشبكات الإجرامية والإرهابية، أرباحاً طائلة.
وبحسب تقديرات مستقلة، تستند إلى وقائع تم رصدها قبل سنوات قليلة في دول منطقة الساحل، كان الراغب في الهجرة إلى أوروبا يدفع للمسلحين والإرهابيين في المنطقة، ما يزيد على مئة يورو، مقابل تمكينه من الوصول إلى غايته في البلدان الغربية، وهو ما كان يُدِر على التنظيمات الإرهابية الناشطة في تلك البقعة من العالم، دخلا سنويا قد يصل إلى مليون يورو، وربما أكبر.
كما أن الإرهابيين يَعْمَدون في كثير من الأحيان، إلى تجنيد المهاجرين، خاصة أولئك الذين يتمتعون ببنية جسدية قوية، خاصة في ظل حالة فراغ السلطة السائدة، في الكثير من أجزاء منطقة «الساحل الإفريقي».
وانتقد الخبراء، السياسات الأوروبية المُتبعة في الوقت الحاضر، للتعامل مع مسألة الرغبة في التوجه إلى دول شمال الكرة الأرضية ذات مستوى المعيشة المرتفع، قائلين إن هذه التوجهات، لم تخفف الرغبة في الهجرة إلى تلك البلدان، وإنما تزيد صعوبة الإقدام عليها، لا أكثر.
وأشار هؤلاء، في تصريحات نشرتها صحيفة «إي يو أوبزرفر» الإلكترونية، إلى أن تشجيع الاتحاد الأوروبي لـ«الهجرة المنظمة والآمنة»، سيساعد على تقليص نفوذ التنظيمات الإرهابية، وسيعزز الجهود الرامية، لإرساء الاستقرار الإقليمي، في غرب القارة الإفريقية.
ولكن الخبراء استبعدوا في الوقت نفسه، أن تطرأ تغييرات جذرية على تلك السياسات، وذلك على ضوء المخاوف التي تساور دول الاتحاد الأوروبي، حيال إمكانية تدفق مزيد من المهاجرين على أراضيها، فضلاً عن الضغوط الداخلية التي تتعرض لها حكوماتها، من جانب قوى اليمين المتشدد، التي اكتسبت شعبية كبيرة، عقب طوفان الهجرة، الذي اجتاح القارة الأوروبية منتصف العقد الماضي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©