عدد اليوم
شعبان بلال (تونس، القاهرة)
فتح القضاء التونسي تحقيقاً أمس، إثر وقوع صدامات بين مهاجرين غير شرعيين وسكان في صفاقس، المدينة التي تشكل نقطة انطلاق رئيسية للهجرة غير القانونية من تونس نحو أوروبا.
ودارت مواجهات تخللها رشق بالحجارة بين مهاجرين وسكان من أحد أحياء صفاقس، على ما أفاد المتحدث باسم محكمة المدينة فوزي المصمودي.
وأوضح المصمودي أن الصدامات أدت إلى إلحاق أضرار بسيارات ومساكن من دون التسبب بوقوع إصابات.
وأضاف أنه تم فتح تحقيق لتحديد المسؤولين وأسباب أعمال العنف.
وزادت معدلات الهجرة غير الشرعية عبر تونس مؤخراً، حيث ضبطت السلطات عشرات المراكب التي تنقل مهاجرين إلى أوروبا بجانب غرق مئات الضحايا.
ووصف الباحث السياسي التونسي منذر ثابت في تصريح لـ«الاتحاد» ملف الهجرة غير الشرعية بأن له علاقة مباشرة بالأمن القومي التونسي والأوروبي، معتبراً أن تونس تحولت إلى معبر ومستقر لمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الساحل والصحراء، راغبين في الهجرة إلى أوروبا.
وأوضح أن تونس تواجه موجات الهجرة التي تتصاعد وتمارس ضغطاً كبيراً على المستوى الأمني وتزيد المخاوف من الإرهاب، وتمس مباشرة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والصحي.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي التونسي والأستاذ بجامعة قرطاج آرام بلحاج في تصريح لـ«الاتحاد»: إن الهجرة غير الشرعية مشكلة حقيقية ليس فقط لدول شمال البحر المتوسط بل لمعظم دول المنطقة.
وكشف عن أن الاتحاد الأوروبي تحرك للبحث عن حلول لمواجهة الهجرة، تتمثل في التنمية والاستثمار والتجارة والعلاقات الإنسانية والبنية التحتية في تونس التي تستهدف في النهاية مواجهة هذا الملف.
وأشار بلحاج إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أكدت أن الاتحاد الأوروبي يبحث تقديم مساعدات لتونس بأكثر من مليار يورو لدعم تطوير اقتصادها وإنقاذ الوضع المالي والتعامل مع أزمة الهجرة غير الشرعية.
من جانبه، قال الباحث السياسي التونسي نزار الجليدي لـ«الاتحاد»: إن «أزمة المهاجرين مسألة استراتيجية لتونس بعد الفشل في المعالجة الحقيقية للأزمات التي تعاني منها الدول الإفريقية، ما زاد من تدفقات المهاجرين من دول الساحل والصحراء ومناطق التوتر».
