الإثنين 29 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«صناعة الطبول».. بهجة أهل الجبال

حسن الظهوري يصنع الطبول ويقرعها (تصوير: إحسان ناجي)
6 ابريل 2024 02:09

خولة علي (دبي) 

تميز سكان أهل الجبال بصناعة الطبول، وهي حرفة متوارثة أباً عن جد، ما زالت تحظى باهتمام، على الرغم من انتشار الآلات الحديثة والمستوردة. فالحرفي لا يزال يُطوّع خامات البيئة المحلية البسيطة، لصناعة الطبول، إحياء لأفراحهم ومناسباتهم الاجتماعية، وهذا ما لمسناه، ونحن نراقب حسن سالم الظهوري الذي امتهن هذه الحرفة وحفظ تقنية صناعتها، ومارسها بكل فخر واعتزاز، باعتبارها جزءاً أساسياً من تجربة إنسانية متكاملة، تروي قصصاً وتقاليد عريقة ومتوارثة.

تراث فني ثقافي
يحرص حسن سالم الظهوري على المشاركة في الكثير من المناسبات الاجتماعية والوطنية والمهرجانات التراثية، بدافع الرغبة في تعريف الأجيال بحرفة تراثية تنشر البهجة، وما زالت تقاوم الزمن لتحافظ على مكانتها وقيمتها في خضم تسارع الحياة العصرية والتحولات الاجتماعية والتكنولوجية، مستهدفاً نقلها للأجيال. وورث الظهوري صناعتها من جدّه، الذي يملك طبلاً يعود عمرها لنحو 60 عاماً، ويحتفظ بها للذكرى، مشيراً إلى أن الطبول من الآلات القديمة التي عُرفت بين سكان الجبال، ويعود تاريخها إلى مئات الأعوام، وهي جزء من تراث فني ثقافي غني بهذا البلد. 

تشجيع الصغار
ويسعى الظهوري جاهداً إلى تشجيع أبنائه ليحذوا حذوه، من خلال إشراكهم في أعماله الحرفية ومساعدته على توفير متطلبات هذه الحرفة التي تحتاج إلى صبر وقوة لتطويع الأخشاب والجلود التي تمر بمراحل عدة، حتى يحصل الحرفي على طبول تقرع في أرجاء المكان، ما يمنحها قدرة على محاكاة الإيقاعات الفلكلورية لأهالي الجبال. 

«الرواح و«الرزيف»
من أبرز الفنون والإيقاعات الموسيقية التي تميز بها أهل الجبال، «الرواح» و«الرزيف»، وتؤدّى على إيقاع قرع الطبول، مشيراً إلى أن «الطبل» تتألّف من الطواق، حبل المريخة، المعلاق، المخرز والجلد. وتعتمد صناعتها على خامات البيئة المحلية، واعتاد الحرفيون قديماً على تطويعها وتحويلها عبر منتج يصنع البهجة. وعادة ما تصنع الطبل من خشب السدر، بعد تجويفه من الداخل، ثم يُستخدم جلد الماعز بعد تنظيفه، فيما تُصنع الحبال من الشعر، وبعد تجهيز الأدوات كلها، تركَّب قطعة الجلد فوق الخشب المدور على حلق الطبل من الجانبين، وتتم خياطته وشده من الجانبين، حتى يكون جاهزاً للقرع.

قوة ونغمة 
يشير حسن الظهوري إلى أن الأهالي قديماً اعتادوا إخفاء طبولهم طوال الشتاء، لأن جودتها تضعف، نظراً لانكماش الجلد بفعل البرودة، ما يؤثر في قوة ونغمة الصوت، وهذه من أسرار اختفائها شتاءً، لكنها في الصيف تشتد وتقوى. وتستمر جودة الصوت بالوتيرة نفسها من الصباح وحتى المساء، لتصدح على قرعها الأغاني والأهازيج الشعبية التي ترددها الأجيال على مر العصور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©