الإثنين 29 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«صناعة القرقور».. حرفة بدائية تتجدّد

فهد آل علي ينقل أسرار الحرفة (تصوير: علي عبيدو)
4 ابريل 2024 02:25

خولة علي (دبي) 

اتجه الكثير من الحرفيين قديماً إلى ابتكار وسائل قادرة على تلبية احتياجاتهم، وإعانتهم على ممارسة أعمالهم اليومية في ظل ندرة الأدوات، ونظراً لارتباط السكان قديماً بالبحر الذي كان مصدر رزقهم ونافذتهم للتواصل مع العالم الخارجي. وابتكروا من خامات البيئة طرقاً مختلفة لصيد الأسماك ومواجهة التحديات التي كانت تحول دون حصولهم على قوتهم اليومي. ومن وسائل الصيد العديدة التي ابتكرها الحرفيون، والتي ما زالت تُستخدم حتى اللحظة، «صناعة القرقور»، والتي بالرغم من توفر وسائل الصيد الحديثة، يعتمد عليها الصيادون حتى اليوم كطريقة تقليدية تحظى باهتمام بالغ على أرض الواقع.

أصالة وعراقة
مهنة الصيد مازالت مستمرة، وعلاقة الأفراد بالبحر قائمة، والأعمال الحرفية تشق طريقها ماضية بأصالتها وعراقتها في الاحتفاظ بمكانتها بين الوسائل الحديثة والعصرية. وما زال مشهد الحرفيين وهم يفترشون رمال الشاطئ ويمارسون حرفتهم في صناعة القراقير، يعيش في الوجدان والذاكرة، لتبقى أعمال الحرفيين الأوائل في أذهان الأجيال. 

فخاخ للصيد
يقول الحرفي فهد محمد آل علي: لا يزال الصيادون يحافظون على الأساليب التقليدية في الصيد وصناعة أدواتها، التي تطورت باستخدام عناصر وخامات جديدة أكثر قوة، ما أكسبها جودة وعمراً افتراضياً أطول. وتُعتبر «القراقير» بمثابة فخ لصيد الأسماك، وهي من الأساليب التي ما زالت منتشرة وبكثرة بين الصيادين، وهذا المنتج كان يُصنع من عذق وجريد النخل، حيث كانت وما تزال النخلة، المورد الأساسي الذي يُستخدم في صناعة الكثير من المنتجات، نظراً لانتشارها بكثرة في البيئة المحلية. 

جريد وعذوق 
أضاف آل علي: تعلم الحرفيون كيفية استخدام خامات النخيل من جريد وعذوق في صناعة وسائل الصيد التقليدية، ومنها «القرقور»، وهو عبارة عن قفص نصف دائري محكم الإغلاق له فتحة على شكل قمع مخروطي يتسع لدخول الأسماك لتلتقط الطعم ولا تستطيع الخروج. ويتألف «القرقور» من قاعدة دائرية الشكل، وقبة وباب يُستخدم لإخراج الأسماك.

طرق صناعتها
عن «صناعة القرقور» يقول آل علي: في العادة يتم تجفيف عذق النخل تحت أشعة الشمس، ثم يتم تليينه بوضعه في ماء البحر، ثم تقطيعه طولياً إلى شرائح ويُطلق عليها «شراخ». ومن هذه الشرائح يتم سف أجزاء «القرقور»، موضحاً أن الحرفي المسؤول عن «صناعة القرقور» هو نفسه الشخص الذي يمتهن حرفة نسج الأقفاص أو السلال، وقد تطورت هذه الصناعة مع دخول الأسلاك الحديدية، ونجد الكثير من «القراقير» بأحجام وأشكال مختلفة يستخدمها الصيادون في الصيد بإلقائها في عرض البحر، وبعد أيام يتم سحبها وهي محمّلة بالكثير من الأسماك. 

صديقة للبيئة
يوضح الحرفي فهد آل علي، أن «القراقير» المصنوعة من مواد طبيعية صديقة للبيئة، وهي مصدر جذب للأسماك في عمق البحر، ولا تسبب أي تلوث أو ضرر للبيئة البحرية، بعكس «القرقور» المشغول من الحديد، حيث إن أضراره كثيرة، ويحرص آل علي على غرس هذا الموروث والتعريف بقيمته وأهميته، من خلال مشاركاته في المهرجانات التراثية والمساهمة بعروض حية لخوض تجربة «صناعة القرقور».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©